المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
سماحة شيخ العقل: لبنان أحوج ما يكون إلى قيادة وطنية حكيمة

2023-06-13

أكّد سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى انه مهما كانت ‏التحدّيات الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية كبيرة وعديدة فإننا نستمر ونبقى، ‏ونواجهها بثباتنا على الإيمان والقيم وتمسّكنا بأرضنا وصمودنا في الوطن.‏

‎كلام سماحة الشيخ أبي المنى جاء خلال زيارته بلدة بشامون حيث حلّ ضيفاً في دارة آل حسان ‏وبرفقته وفد من المشايخ وأعضاء في المجلس المذهبي بينهم رئيس اللجنة الثقافية الشيخ عماد فرج، ‏وبحضور الشيخ أبو فارس مروان فياض والشيخ أبو سلمان سامي العيد ورئيس مؤسسة العرفان ‏التوحيدية الشيخ نزيه رافع وقاضي المذهب الشيخ نزيه ابو ابراهيم والشيخ أبو يحيى سليم عبد ‏الخالق والدكتور عمر غنام، وكان في استقبالهم السيدان جهاد وعصمت حسان ووجوه اجتماعية ‏ودينية من بلدة بشامون.‏

‎وبعد كلمتي ترحيب وتنويه من السيد جهاد حسان وكلمة وقصيدة من الشاعر عصمت حسان ألقى ‏سماحة شيخ العقل كلمة شكر جاء فيها:‏
‎‏"الأخ جهاد، الأخ عصمت، العائلة الكريمة.‏
‎عندما نأتي إلى بشامون ونرى هذه الوجوه الطيّبة من المشايخ ومن الأصدقاء ومن العائلة الكريمة، ‏نستذكر مسيرة من المحبة والأخوّة والعلاقة والصداقة بيننا وبينكم، هي مسيرة ابتدأت بالنسبة لي في ‏العام 1980 وكنت في بداية العشرينات من عمري، كنت أتلمس طريقي إلى الحياة، وكانت ‏العرفان هي الميدان، ميدان العطاء في التربية والثقافة والتواصل الاجتماعي. زرنا الإمارات آنذاك ‏ورحبتم بنا أجمل ترحيب ولا زالت تلك الصورة في ذاكرتي، تيّقنت من كرمكم ومحبتكم بأن هذه ‏الطائفة بخير، ،طالما أن فيها رجالاً أمثالكم، وطالما أن التكامل موجود بين الموحّدين بني معروف ‏بزعامتهم وبعمامتهم.‏
‎فالزعامة والعمامة أساسيتان في احتضان هذه الطائفة والسير بها الى برّ الأمان، في وطن أحوج ما ‏يكون فيه إلى قيادة حكيمة تتكامل مع العمامة الموحِّدة، لأنه مهما كانت المرتبة الوطنية عالية ‏والحضور الوطني قوي إذا لم يُحصن بالتوحيد وبالإرث التوحيدي فهو في مهبّ الريح بوجود رياح ‏السياسة المتقلبة العاتية، لذلك نقول أن دعائم وجودنا الأساسية بالتوحيد والأخلاق الى جانب ‏الحضور الوطني؛ ركائز ثلاث نتكلم عنها دائماً: الفرض والعرض والأرض،
‎الفرض هو الإيمان والتوحيد والعقيدة المجبولة في داخل طبيعة الإنسان الموحّد المؤمن الواثق، ‏والثانية، ركيزة الأخلاق والقيم المتمثلة بالعرض أي بالحفاظ على الشرف وعلى القيم الأخلاقية ‏والتي بدونها يتزعزع المجتمع، اما الثالثة فالتعلُّق بالأرض أي بالوطن والحضور الوطني والتجذُّر ‏والتمسك بالارض، فهذه الركائز ما زالت تثّبت وجودنا وحضورنا منذ أكثر من 1000 سنة".‏

اضاف سماحته: "نحن في هذه البلاد محافظون على وجودنا فيها، بالتكامل والتعاون والتكاتف، ‏وفي حمل هذا الإرث الطيب من جيل إلى جيل كي نستمر ونبقى مهما كانت التحدّيات كبيرة ‏وكثيرة، منها الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها. كل هذه التحدّيات ‏يمكن أن تهزّ المجتمع وتقضي على الوجود، لولا ثباتنا على الإيمان والقيم وفي أرض الوطن، فإن ‏شاء الله نواجه التحديات ونبقى صامدين مع شركائنا في الوطنية والعيش الواحد".‏

‎‏ وأردف سماحته: "أدامكم الله، بهذا اللقاء فإنما تكرّسون هذه الثوابت وانتم متجذّرون بها في ‏بشامون، بشامون بلدة الاستقلال وفي محبتكم لأهل التوحيد والمشايخ، متجذّرون في الإيمان وفي ‏الأخلاق والقيم، لأنكم تحملون هذه الأخلاق وهذه القيم. لذلك أشكركم من كل قلبي باسم أخواني ‏جميعاً على هذا اللقاء الطيّب. ونأمل أن نفكر معاً في كيف ننمّي مؤسساتنا وننمّي مجتمعنا تنمية ‏فعلية عملية وكيف نحافظ على قيمنا وتوحيدنا ووطننا، وكل هذا الأمر يحتاج الى مؤسسات والى ‏تنظيم وخطط، لأن الزمن الحاضر يحتاج الى الفكر والعلم والتنظيم، يحتاج الى المؤسسات".‏

‎وختم: "تطلعاتنا كبيرة نحن والقيادة والأخوة الخيّرون لكي نستثمر ما لدينا من قدرات إن كان في ‏الأوقاف أو كان على صعيد المنطقة ككل يجب أن نستثمر قدراتنا، لكي نواجه المستقبل ونوفّر ‏لأبنائنا عيشة كريمة بعون الله سبحانه وتعالى، بدعاء مشايخنا إن شاء الله أن تبقى هذه الوحدة ‏موجودة وهذه النظرة والرؤية صائبة".‏

بيت الاستقلال
‎بعد ذلك زار سماحة الشيخ والحضور "بيت الاستقلال" في بشامون الذي شُكِّلت فيه حكومة ‏الاستقلال عام 1943 والذي رمّمه السيد جهاد حسان وأخوته منذ سنوات. وقد أثنى شيخ العقل على ‏‏"المبادرة التي ساهمت في حفظ التراث الوطني وأكّدت على دور الجبل في الدفاع عن الوطن، ‏قائلاً : "ان من لا تاريخ له لا مستقبل له، فحفظ التاريخ أمانة يجب أن تنقل للأجيال لكي يتمسكوا ‏أكثر وأكثر بهويتهم الوطنية والجهادية التي بُذلت لأجلها الدماء ويحافظوا عليها ويحفظوها من ‏التلف والضياع، وهذا ما قام به الأخوة حسان الكرام.‏

جولة
‎كما كانت جولة تخللتها زيارة مزاري المرحومين الشيخ أبو يوسف حسين بو طريّة والشيخ أبو ‏فريد رشيد العيد ولقاء مع سماحة الشيخ نعيم حسن في منزل صهره الشيخ ايهاب مسعود.‏
وانتقل شيخ العقل والمشايخ بعدها إلى بلدة بيصور حيث زاروا الشيخ أبو نبيل أديب ملاعب، ‏بحضور جمع من مشايخ العائلة، ثم زار سماحته مستشفى الايمان في عاليه حيث عاد الشيخ أبو ‏فؤاد أديب زيدان.‏

لقاءات
‎وكان قد استقبل سماحته في دار الطائفة في بيروت اليوم رجل الاعمال الشيخ وليد الرسامني ‏وجرى البحث بعدد من المواضيع، كما عقد سلسلة اجتماعات ادارية.‏

واستقبل سماحة الشيخ ابي المنى في منزله في شانيه الدكتور سهيل مطر والسيد جواد مطر، ثم ‏الفنانين عساف عساف ومنصور عساف ورئيس بلدية الورهانية سمير غانم الذين وجّهوا لسماحته ‏دعوة للمشاركة في اطلاق متحف محترف عساف.‏

لقاء ديني
إلى ذلك استقبل سماحته والى جانبه مشايخ بلدة شانيه مساء الجمعة في منزله وفي مزار الشيخ أبو ‏حسين شبلي أبي المنى جمعاً من المشايخ، لإحياء اللقاء الديني الشهري، تقدّمهم المشايخ الأجلاء ‏الثقات: أبو صالح محمد العنداري وأبو علي سليمان أبو ذياب وأبو زين الدين حسن غنام وأبو فايز ‏أمين مكارم وأبو مسعود هاني جابر شهيب وأبو جمال فندي شجاع وابو حسن عادل النمر وماجد ‏ابو سعد وابو هلال ماجد سري الدين وأبو فارس مروان فياض وحشد من مشايخ الشوف والمتن وعاليه.‏

تكليف
من جهة ثانية اوفد سماحة شيخ العقل رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج ‏تمثيله في حفل افتتاح "بيت الضيعة" في بلدة الفرديس (حاصبيا)، وكان للشيخ فرج كلمة بالمناسبة.‏