المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
سماحة شيخ العقل التقى وفد "كايسيد": للحفاظ على وطن التعددية والمواطنة الحاضنة للتنوع

2023-03-19

دعا سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، الى "الحفاظ على لبنان كنموذج للتعددية والمواطنة الحاضنة للتنوع، وتلك هي رسالة الموّحدين الدروز الذين ليس لديهم مشاريع فئوية، وانما مشروعهم هو الوطن الجامع والانسان الواحد"، ومشددا على "القيم المشتركة التي تجمع بين الاديان وصونها".

كلام سماحة الشيخ ابي المنى جاء خلال استقباله في دار الطائفة في بيروت، وفد #منصة_الحوار العربية التابعة لمركز كايسيد (مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي لحوار الأديان والثقافات).
وكان اللقاء مناسبة، رحّب خلالها سماحته بالوفد في "دار الموحدين الدروز الجامعة للحوار والتلاقي بين الجميع، والمكان الوسطي اللاحم لأبناء الطوائف، قائلاً: "هذا هو تاريخنا منذ ان اتى أجدادنا العرب المسلمون الى هذه البلاد، لحماية الثغور العربية الاسلامية منذ القرن الثامن الميلادي وبعده في مهمة دفاعية، وقدّموا التضحيات الكثيرة، وكانت رسالتنا ولا تزال التواصل والانفتاح والثبات في الارض".

وتابع مستشهدا بالآية الكريمة: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ"، قائلاً: "لا يعني ذلك اطلاقا معاداة الديانات الأخرى وانما التأكيد على ان الاسلام جامع للديانات السماوية وخاتمها، كما ان الرسول (ص) خاتم الانبياء. من هنا فاننا نتلاقى على المشتركات ونتقارب من خلال ادياننا ونجتمع على الايمان بالله الواحد سبحانه وتعالى وبعلاقة الانسان بخالقه، وعلى القيم ذاتها، القيم الاخلاقية والاجتماعية والروحية المشتركة، فالانسان اخ الانسان والصدق مع الله هو انعكاس للايمان، بمقتضى الحديث الاسلامي الشريف عن "الإسلام والإيمان والإحسان"، فالاسلام اقرار وشهادة، والايمان إعتقاد بالقلب، اما الاحسان فعيشٌ مع الله وعبادته وكأنك تراه، وهذا يعني الصدق، فغاية الدين الصدق في العلاقة مع الله، وكذلك في العلاقة مع الانسان، وهذه ركائز نشدد عليها دوما، وفي هذا السياق جاء قول للامام علي بن ابي طالب (ع): "الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، ووثيقة "الاخوة الانسانية" اكدت على مبدأ الاخوّة كخطوة متقدمة انه حتى لو اختلفت الاديان فهناك الأخوّة الانسانية التي تجمع".

وتابع سماحته : "اننا نعيش أنسانية واحدة و"لا اكراه في الدين"، وكلٌ على مذهبه، فلماذا نختلف اذا؟! اليست المحبة والرحمة والاخوّة مبادئ مسيحية واسلامية؟ اليست الهموم والقضايا الاخلاقية والكونية واحدة؟ لذا يجب ان نتعامل بروح ركاب السفينة، فنحن في مركب انسانيٍّ واحد، وعلينا ان نتعامل مع بعضنا وفق هذا المبدأ كي لا نهلك جميعا، و"كايسيد" رائدة في هذا المجال، وقد اضاءت على مسائل عدة من خلال المنصة العربية والمؤتمرات ودعت للانطلاق في هذا المجال وكسر الحواجز".

وختم سماحته: "اهلا وسهلا بكم في هذا الوطن الذي هو نموذج للتعددية وللتنوع في الوحدة، وقد اسميناها المواطنة الحاضنة للتنوع، وهذه هي رسالتنا: احترام المواطنة والتنشئة عليها، وقد شاركنا في حمل هذه الرسالة الى المنتديات، خصوصا وانه ليس للموحدين اي مشاريع فئوية على المستوى الوطني او الديني، وانما الغاية هي الوطن والانسان".

وجرى بعد ذلك حديث تمحور بشكل أساس حول الدور المحوري الذي يمكن ان تقوم به القيادات الدينية في تعزيز الحوار والعيش المشترك ومواجهة خطاب الكراهية في لبنان والمنطقة العربية انطلاقا من مسؤوليتها الاخلاقية والدينية والوطنية
وخصوصا في زمن صعب تعبر فيه المنطقة.

السامرائي
وبعد اللقاء تحدث باسم الوفد الدكتور حسين غازي السمرائي من مجلس الفقه العراقي، قائلا: "تشرفنا كمنصة كايسيد التابعة لحوار الاديان بلقاء سماحة شيخ العقل للطائفة، وكان اللقاء مثمرا جدا وتناقشنا خلاله حول قضايا معاصرة وتحديّات موجودة في بلادنا، ونحن في لبنان العزيز نأمل تحسّن الظروف والاحوال السياسية والاقتصادية، لاننا قلب واحد وكمثل المؤمنين في "توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد"، ومعنا قيادات روحية ممثلة لمؤسسات عديدة سنية وشيعية ومسيحية سعدنا بهذا اللقاء، وكل اللقاءات انما تصب في خدمة الخطاب الموّحد ونبذ الطائفية والكراهية والغاية منها ان تعود الامة واحدة متحابة متسالمة، واننا نشكر هذه الدار الكريمة على حسن الاستقبال واللقاء المبارك".

شارك في اللقاء أعضاء اللجنة الإدارية لمنصة الحوار العربية وهم:
- الشيخ حسن دلي ممثلاً سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية.
- الشيخ القاضي غاندي مكارم ممثلاً مشيخة العقل
- السيد حسن الأمين ممثلًا سماحة العلامة السيد علي الأمين.
- المطران ديميتريوس شربك ممثلا غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي
- الدكتور جان سلمانيان ممثلًا قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان.
- السيدة أسماء كفتارو عن منتدى السوريات الاسلاميات.
- السيدة سميرة لوقا ممثلة عن القس الدكتور اندرية زكي الهيئة الانجيلية للخدمات الاجتماعية، والكنيسة الإنجيلية بمصر.
- الدكتور هاني ضو من دائرة الفتوى - مصر.
- الأب رفعت بدر رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأردن.
- السيد زيد بحر العلوم عن دار العلم للامام الخوئي.
- الشيخ حسين غازي السمرائي عن المجمع الفقهي العراقي.
- الأستاذ مسرور محي الدين المفوض السابق لحقوق الانسان في العراق.
- الأخت إيميلي طنوس ممثلة عن مجلس كنائس الشرق الأوسط.
- الأب متى زكريا عن قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية.
- السيدة هند قبوات عن منظمة تستقل.
- الدكتورة أمال بوغانمي عن جامعة الزيتونة في تونس.
- وعن مركز "كايسيد": وسيم حداد مدير البرامج في المنطقة العربية ، مايا سكر مسؤولة البرامج في المنطقة العربية وشيرين خليل من قسم الفعاليات.