معتمد مساعد مشيخة العقل السيد وجيه صبح ينقل رسالة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحِّدين الدُّروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى إلى أبناء الجالية الدرزية في اجتماعها السنوي بمناسبة عيد الشكر بدعوة من الجمعية الدرزية الأميركية في هيوستن
2022-11-26
رسالة مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان:
السادة والسيدات في الجمعية الدرزية الأميركية، الأخوةُ والأخواتُ الكرام، أيُّها الأبناءُ الأعزّاء...
معَ كلِّ مناسبةٍ وفي كلِّ فرصةٍ سانحة، نجدُ أنفسَنا مَعنيِّين بمخاطبتِكم والتواصلِ معكم، كيف لا؟ وأنتم أخوةُ التوحيد والتراثِ المجيد، وأنتمُ المتحدِّرونَ من مجتمع الفضيلةِ والعزَّةِ ومكارم الأخلاق.
في عيد الشكرِ الذي تحتفلون به وتجتمعون في رحابِه، يطيبُ لنا أن نُلبِّيَ دعوةَ الجمعية الدرزية الأميركية ADS لنشكرَ اللهَ معكم على جميل عطاياه، بل لنُقدِّمَ واجبَ الحمدِ والشكر للخالقِ الرحيم والرازق الكريم في كلِّ يومٍ وفي كلِّ لحظةٍ، ومعَ كلِّ نَفَسٍ صاعدٍ وكلِّ نبضةِ قلبٍ وخفقةِ روح.
في عيد الشكر تَلت قونَ وتُعايدونَ بعضَكم بعضاً، كما نفعلُ نحن وإيَّاكم في عيدِنا الأكبرِ؛ عيدِ الأضحى المبارَك، وفي كلِّ عيد، والعيدُ معناهُ الفرحُ والسعادة، والعيدُ لا يكونُ حقيقةً إلاَّ إذا اجتمعنا على الخير والمعروف، فيكون التقاؤُنا محبة، وجَمعُنا أُخوَّة، وعيدُنا صفاءً ووفاءً وفرحاً وسعادة.
من لبنانَ وسوريا، ومن الأردن وفلسطين؛ من كل قلعةٍ درزية وقريةٍ معروفية وخلوةٍ توحيدية يلتقي فيها بنو معروفَ الموحِّدون الدروز، نبعثُ إليكم بخالصِ المودَّةِ والسلامِ والدُّعاء، راجين أن لا تكونَ غُربتُكم إلاَّ غربةَ الجسد فقط، وأن تَظَلُّوا بالروح على عهدِ أجدادِكم الميامين، محافظين على أصالتِكم، وحافظين عقيدتَكم وتراثَ قومِكم في القلوبِ وفي العقول.
تحيِّةً لكم، رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالا، تحيَّةَ الأبِ والأخِ والصديق لكلِّ أبٍ وأُمٍّ ولكلِّ ابنٍ وابنةٍ، راجياً أن تبقى جذورُكم هيَ هيَ مهما تغرَّبتُم وراءَ البحار، وأن تمتدَّ أغصانُكم شرقاً وغرباً، أينما كُتِبَ لكُمُ الرِّزقُ الحلال، وأن يكونَ عنوانُكم الثابتُ المحبةَ والإلفةَ وجَمعَ الشَّمل، وأن تتذكَّروا دائماً أنَّ ما يجمعُكم هو الإيمانُ نفسُه، وما يوحِّدُكم هي المبادئُ والقِيَمُ ذاتُها، وهيَ الأرضُ العربيَّةُ المشرقيَّةُ التي منها انطلقتُم، والتي رُويَتْ من عرَقِ أهلِكم ودماءِ آبائكم عبر التاريخ، وهو التراثُ والمجدُ والأدبُ المنثورُ على كلِّ ذرَّةٍ من ذرَّات بلادِكم.
إخواني وأخواتي، أيُّها الأبناءُ الأحبَّاء،
رسالتي إليكم مُفعَمةٌ بروح الأمل والرجاء، بأن تكونوا دائماً شاكرينَ متفائلينَ طموحينَ معطائين، وأن تشدُّوا أَزرَ بعضِكم بعضاً وأزرَ أهلِكم في الوطن الأُمِّ، ولكم علينا أن نكونَ إلى جانبِكم وجانبِ أجيالِنا الصاعدة في ما نَقدِرُ عليه من تربيةٍ وتوجيهٍ وتثقيفٍ ورعاية، وأن لا نَخذُلَ أهلَنا وعائلاتِنا المحتاجةَ التي تعاني الأمرَّينِ في بلادِنا، ولكنها لا تفقدُ الأملَ بالله أولاً، وبالخيِّرينَ الشرفاءِ من أهلِنا المغتربينَ والمُقيمين، ونحن وإيَّاكم جميعاً مؤمنونَ ومُدرِكون أنَّ حفظَ البُنيان لا يكونُ إلاَّ بحفظِ الإخوان.
نرجو اللهَ سبحانه وتعالى أن يصونَ عائلاتِكم، وأن يحفظَ جمعيتَكم، وأن يوفِقَكم في أعمالِكم ويُعينَكم على فعل الخير والمعروف، إنَّه نعمَ المُعينُ ونِعمَ النصير.
وكلُّ عيدٍ وأنتم بخير.