المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
معتمد مساعد مشيخة العقل السيد وجيه صبح ينقل رسالة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحِّدين ‏الدُّروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى إلى أبناء الجالية الدرزية في اجتماعها السنوي بمناسبة ‏عيد الشكر بدعوة من الجمعية الدرزية الأميركية في هيوستن

2022-11-26

رسالة مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان:‏
 
السادة والسيدات في الجمعية الدرزية الأميركية، الأخوةُ والأخواتُ الكرام، أيُّها الأبناءُ الأعزّاء...‏
معَ كلِّ مناسبةٍ وفي كلِّ فرصةٍ سانحة، نجدُ أنفسَنا مَعنيِّين بمخاطبتِكم والتواصلِ معكم، كيف لا؟ ‏وأنتم أخوةُ التوحيد والتراثِ المجيد، وأنتمُ المتحدِّرونَ من مجتمع الفضيلةِ والعزَّةِ ومكارم الأخلاق.‏
 
في عيد الشكرِ الذي تحتفلون به وتجتمعون في رحابِه، يطيبُ لنا أن نُلبِّيَ دعوةَ الجمعية الدرزية ‏الأميركية ‏ADS‏ لنشكرَ اللهَ معكم على جميل عطاياه، بل لنُقدِّمَ واجبَ الحمدِ والشكر للخالقِ الرحيم ‏والرازق الكريم في كلِّ يومٍ وفي كلِّ لحظةٍ، ومعَ كلِّ نَفَسٍ صاعدٍ وكلِّ نبضةِ قلبٍ وخفقةِ روح.‏
 
في عيد الشكر تَلت قونَ وتُعايدونَ بعضَكم بعضاً، كما نفعلُ نحن وإيَّاكم في عيدِنا الأكبرِ؛ عيدِ ‏الأضحى المبارَك، وفي كلِّ عيد، والعيدُ معناهُ الفرحُ والسعادة، والعيدُ لا يكونُ حقيقةً إلاَّ إذا اجتمعنا ‏على الخير والمعروف، فيكون التقاؤُنا محبة، وجَمعُنا أُخوَّة، وعيدُنا صفاءً ووفاءً وفرحاً وسعادة.‏
 
من لبنانَ وسوريا، ومن الأردن وفلسطين؛ من كل قلعةٍ درزية وقريةٍ معروفية وخلوةٍ توحيدية ‏يلتقي فيها بنو معروفَ الموحِّدون الدروز، نبعثُ إليكم بخالصِ المودَّةِ والسلامِ والدُّعاء، راجين أن ‏لا تكونَ غُربتُكم إلاَّ غربةَ الجسد فقط، وأن تَظَلُّوا بالروح على عهدِ أجدادِكم الميامين، محافظين‎ ‎على‎ ‎أصالتِكم،‎ ‎وحافظين‎ ‎عقيدتَكم‎ ‎وتراثَ‎ ‎قومِكم‎ ‎في‎ ‎القلوبِ‎ ‎وفي‎ ‎العقول‎.‎
 
تحيِّةً لكم، رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالا، تحيَّةَ الأبِ والأخِ والصديق لكلِّ أبٍ وأُمٍّ ولكلِّ ابنٍ وابنةٍ، ‏راجياً أن تبقى جذورُكم هيَ هيَ مهما تغرَّبتُم وراءَ البحار، وأن تمتدَّ أغصانُكم شرقاً وغرباً، أينما ‏كُتِبَ‎ ‎لكُمُ‎ ‎الرِّزقُ‎ ‎الحلال،‎ ‎وأن‎ ‎يكونَ‎ ‎عنوانُكم‎ ‎الثابتُ‎ ‎المحبةَ‎ ‎والإلفةَ‎ ‎وجَمعَ‎ ‎الشَّمل،‎ ‎وأن‎ ‎تتذكَّروا دائماً أنَّ ما يجمعُكم هو الإيمانُ نفسُه، وما يوحِّدُكم هي المبادئُ والقِيَمُ ذاتُها، وهيَ ‏الأرضُ العربيَّةُ المشرقيَّةُ التي منها انطلقتُم، والتي رُويَتْ من عرَقِ أهلِكم ودماءِ آبائكم ‏عبر التاريخ، وهو التراثُ والمجدُ والأدبُ المنثورُ على كلِّ ذرَّةٍ من ذرَّات بلادِكم.‏
 
إخواني وأخواتي، أيُّها الأبناءُ الأحبَّاء،
رسالتي إليكم مُفعَمةٌ بروح الأمل والرجاء، بأن تكونوا دائماً شاكرينَ متفائلينَ طموحينَ معطائين، ‏وأن تشدُّوا أَزرَ بعضِكم بعضاً وأزرَ أهلِكم في الوطن الأُمِّ، ولكم علينا أن نكونَ إلى جانبِكم وجانبِ ‏أجيالِنا الصاعدة في ما نَقدِرُ عليه من تربيةٍ وتوجيهٍ وتثقيفٍ ورعاية، وأن لا نَخذُلَ أهلَنا وعائلاتِنا ‏المحتاجةَ التي تعاني الأمرَّينِ في بلادِنا، ولكنها لا تفقدُ الأملَ بالله أولاً، وبالخيِّرينَ الشرفاءِ من ‏أهلِنا المغتربينَ والمُقيمين، ونحن وإيَّاكم جميعاً مؤمنونَ ومُدرِكون أنَّ حفظَ البُنيان لا يكونُ إلاَّ ‏بحفظِ الإخوان.‏
 
نرجو اللهَ سبحانه وتعالى أن يصونَ عائلاتِكم، وأن يحفظَ جمعيتَكم، وأن يوفِقَكم في أعمالِكم ويُعينَكم ‏على فعل الخير والمعروف، إنَّه نعمَ المُعينُ ونِعمَ النصير.‏
 
وكلُّ عيدٍ وأنتم بخير.‏