المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل زار البطريرك ميناسيان: لاحترام الدستور وعدم تلّهي السياسيين بالخلافات ‏والنزاعات

2022-10-06

زار سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى اليوم، البطريرك ‏روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان كاثوليكوس كرسي بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك في ‏الاشرفية برفقة وفد مشايخ ضم: عضو المجلس المذهبي محمد غنّام والمستشارين للأحوال ‏الشخصية دانيال سعيد والإعلام عامر زين الدين، بحضور رئيس أساقفة أبرشية حلب للأرمن ‏الكاثوليك المطران بطرس مراياتيو والأبوين قره بت طاتيوسيان وآرام سعدو ومسؤول العلاقات ‏العامة والإعلام في البطريركية شربل بسطوري.‏
 
البطريرك ميناسيان
والقى البطريرك ميناسيان كلمة ترحيبية بسماحة شيخ العقل، قال فيها: "الإيمان بالله الذي خلق ‏الكون والمخلوقات وجميع البشر سواسيةً برحمته الغير منتهية، فإن المؤمن مدعو للتعبير عن هذه ‏الأخوة البشرية، والحفاظ على الخليقة والكون بأسره، ودعم كل إنسان، وخاصة الأشد احتياجاً. ‏وهذا ما يجمعنا دائماً أننا جميعاً إخوةً في الإنسانية، أبناءً لله الواحد الأُحد خالق السماء والأرض. ‏لقائنا اليوم يعبر عن ولادة للأخوة فيما بيننا والتي بادرت بها في زيارتي لكم، طالباً من الله عز ‏وجل أن يوطد علاقتنا ويقويها لذا اعتبر هذه الزيارة بركةً ربانية تدعونا إلى حمل المسؤولية ‏الروحية والإجتماعية والوطنية التي أعطيت لنا في وطننا. انطلاقاً من هذه القيمة الفائقة، نحن ‏مدعوون للحفاظ على علاقاتنا على مر التاريخ التي سادها جو من الأخوة والصداقة، شاركنا فيها ‏أفراح وطننا وأحزانه ومشاكله وتعاضدنا معاً لنشر السلام والمحبة والأخوة، وعملنا لحفظ كرامة ‏الإنسان عندما حاول الشر أن يزيلها وما زال يحاول أن يفتك بشعبنا ككل ويعرّيه من كل حق في ‏الحياة، في هذا الوطن الحبيب لبنان".‏
وأضاف: "من هذا الصرح الذي شيّده الكاردينال البطريرك غريغوريوس بطرس أغاجانيان الذي ‏عُرف بحكمته وفطنته وتواضعه وتضحياته لنشر السلام والمحبة وصراعه الدائم من أجل كرامة ‏الإنسان، والذي في هذا الشهر سيكرّم وستفتتح دعوة تطويبه في الفاتيكان، أناشد انطلاقاً من ‏مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، في هذه الظروف التي يعيشها لبناننا، أن لا نكل ولا نمل ‏طلباً من أنفسنا ومن قادتنا، بحقوق شعبنا بالحياة الكريمة، والإلتزام الجاد بنشر ثقافة التسامح ‏والتعايش والسلام بين أبناء الوطن ككل، للتدخل بأسرع ما يمكن لوضع حد للصراعات والتدهور ‏الاقتصادي والبيئي والمعيشي والثقافي والأخلاقي الذي يعيشه وطننا لبنان اليوم".‏
وختم: "إني أرحب بكم، فقد حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً في دياركم، سائلاً الله أن يحفظكم ويمدكم ‏بنعمهِ الوفيرة، ويثبّت هذه العلاقة الأخوية بيننا، حتى نستطيع أن نكون أبناء حقيقيين وخدام لله، ‏متممين مشيئته على الدوام. آمين".‏
 
شيخ العقل
وردّ سماحة شيخ العقل كلمة قائلا: "يشرفنا ان نكون في ضيافتكم اليوم في هذه البطريركية مع ‏اخواني الشيوخ من مشيخة العقل والمجلس المذهبي لكي نعبّر عن رسالتنا الإنسانية الواحدة، ‏المرتكزة على الايمان والتلاقي، وللإيمان سبل متعددة توصلنا الى حقيقة واحدة هي الإنسانية ‏المرتبطة بالعزة الإلهية. زيارتنا للتأكيد على هذه الرسالة وعلى المهمة الروحية والمسؤولية ‏الأخلاقية التي نحملها واياكم".‏
أضاف سماحته: " اننا اذ نبارك لكم أيضا رئاسة مجلس كنائس الشرق الأوسط، نتمنى ان نستطيع ‏من مواقعنا الروحية العمل معا من اجل الانسان والمجتمع والوطن، وقد اتينا الى هذا الموقع لخدمة ‏المجتمع ولتثبيت عناصر القوة التي تبدأ بالإيمان والاخوّة الإنسانية التي تجمعنا وبالشراكة الوطنية. ‏مهمتنا تثبيت القواعد الأساسية وما يحفظ انساننا ومجتمعنا ووطننا وهذه مسؤولية ليست بالسهلة، ‏خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة والعالم وقد واجهتنا منذ اتينا كل الى ‏موقعه منذ سنة تقريبا، ظروفا قاسية وتجاذبات قائمة. والاهمية تكمن في التصدي لهذا الواقع ‏الصعب بما أوتينا من ايمان وإنسانية وقوة، وان شاء الله نتمكن من بلسمة بعض الجراح وتخفيف ‏بعض الآلام وحث المسؤولين على تحمّل مسؤولياتهم، لان الوطن لم يعد يحتمل والشعب يعاني ‏الكثير. فهناك استحقاقات داهمة لا بد من ان تؤخذ بعين الاعتبار وبأن يُحترم الدستور ولا يجوز ‏التلّهي بخلافاتنا ونزاعاتنا كسياسيين، الذين يجب عليهم تحمّل مسؤولياتهم الكاملة وعلى الدول ‏المعنية بالشأن اللبناني ان تساعد أيضا في لم الشمل ودفع المسؤولين باتجاه الإصلاح وتحقيق ‏المطلوب. فالمسؤولية داخلية وخارجية في آن باعتبار واقعنا غير منفصل عن الخارج وان كانت ‏المسؤولية الداخلية تبقى الأهم، فكفى مماطلة وتجاذبات وخلافات، فمصلحة الوطن العليا تقتضي ‏من الجميع التنازل والعمل لأجلها، هذه هو نداؤنا اليوم.‏
وتابع سماحته: "أتوجه دائما الى ضرورة عقد قمة روحية، وهي حاصلة بإذن الله تعالى، لأننا ‏جميعا نتطلع من مواقعنا الروحية اليها. صحيح هناك لقاءات ثنائية بيننا لكن لا بد من القمة التي ‏ربما ان عوامل وضغوطات الواقع الحياتي والوقت تؤخرها بعض الشيئ من دون معوّقات أخرى، ‏وامام الرؤساء الروحانيين امل باللقاء قريبا، علّه يساهم في طريق الإصلاح ومعالجة الأمور. اللقاء ‏الروحي لا يحل المشكلة في لبنان لكنه عامل مهم، للدفع باتجاه الحل، هذا رجاؤنا واملنا ان شاء ‏الله".‏