المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل يدعو الى إحترام المهل الدستورية القادمة ويأمل عقد قمة روحية قريبا

2022-07-05

شدد سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى على احترام المهل ‏الدستورية القادمة والتوّجه بروح تشاركية إيجابية لإتمامها، لان لبنان يستحق الخلاص وانقاذه من ‏الوضع السيئ الراهن، مشددا على ضرورة الإسراع بعقد قمة روحية يصدر عنها الكلام الطيّب ‏المطلوب ونشر المناخات الإيجابية، معتبرا ان معالجة قضايا المواطنين رسالة أخلاقية وروحية ‏أيضا.‏
 
كلام سماحة الشيخ جاء خلال استقباله وفد مجلس نقابة المحررين الصحافيين في دار الطائفة-‏بيروت برئاسة النقيب جوزيف قصّيفي وضم: جورج شاهين، واصف عواضة، صلاح تقي الدين، ‏سكارليت حداد، هنادي السمرا ويمنى الشكر غريّب. بحضور مدير عام المجلس المذهبي الأستاذ ‏مازن فياض وعضو المجلس النقابي أكرم عربي ومستشار شيخ العقل الإعلامي الشيخ عامر زين ‏الدين.‏
 
والقى النقيب قصيفي كلمة خلال اللقاء جاء فيها:‏
‏"في كل مرّة نزور فيها هذا الصرح الكريم، نتلمس مخايل الحكمة في كل زاوية من زواياه، ‏وتتراءى أمام أنظارنا صور لوجوه تعاقبت عليه تحصنت بالعلم، والفضيلة والمعرفة، ونفاذ ‏البصيرة. فكانت عمائمها البيضاء بيارق هدى يأتّم بها كّل متعطش لموقف وطني عاقل ومتزّن ‏يفتح الباب أمام المخارج الملائمة لازمات متلاحقة أنهكت لبنان وما تزال بفعل ما أرخت من ثقل ‏على البلاد والعباد، وتكاد بنتائجها الكارثية تفرغ الوطن من طاقاته الحيّة والشابة، وتحوّله إلى ما ‏يشبه دار عجزة.‏
 
صاحب السماحة
يسرنا، اعضاء مجلس نقابة محرري الصحافة وأنا، أن نلتقيكم في دار طائفة الموحدين الدروز، ‏لنؤكد إحترامنا لشخصكم وللطائفة التي تمثلون، وهي طائفة مؤسسة للبنان، ولها في تاريخه ما لها ‏من صفحات ناصعة حدثت عنها متون الكتب. إضافة إلى أنها أحد أعمدة العيش الواحد بين ‏مكوناته. ولا يفوتنا أن ننوه إلى الدور الذي تضطلعون به منذ ما قبل إنتخابكم شيخ عقل، في ‏تقريب المسافات بين الطوائف والمذاهب، من خلال إنفتاحكم الدائم على الآخر بالحوار الذي ‏توّسلتموه سبيلاً للتواصل ومّد الجسور بين الاطراف اللبنانيين. وانا شخصيّاً واكبت مساهماتكم في ‏‏"لقاء الاثنين" بالجبل الكسرواني، وذهابكم نحو المكوّن المختلف بشجاعة المؤمن بأن لبنان غير قابل ‏للتجزئة والقسمة، وأن ما يجمع بين ابنائه، هو أقوى من محاولات إسقاط النموذج الذي يمثل. أنتم ‏يا صاحب السماحة تمتلكون شجاعة الرأي والموقف والحكمة. وهذه صفات تتقدّم على شجاعة ‏الشجعان. إن الادوار لا تقاس بحجم الطوائف وانتشارها، بل بالاشخاص الذين يؤدونها، ومدى ‏قدرتهم على فرض إيقاعها، وتحويلها إلى فرصة. وأخالكم من أصحاب المبادرات النوعيّة التي ‏تؤسّس نهجاً جديداً في التعاطي بين القيادات الروحية والسياسّية. نهج نحن بأمسّ الحاجة إليه في ‏هذا الزمن الذي تعطلت فيه لغة الكلام العاقل، وتراجعت الى ما يطلبه المستمعون، أو الى مناوشات ‏قد تجّر إلى مواجهات على قاعدة " إن أول الحرب كلام".‏
 
صاحب السماحة
‏ سمعنا انكم تعملون لاعادة إحياء القمة الروحّية. اين أصبح هذا السعي؟ وهل ثمة جديد على هذا ‏الصعيد ومتى؟ وإلى أيّ حدّ يمكن لمثل هذه القمة أن تواكب العمل الجاري في الداخل والخارج ‏لانتشال لبنان من محنته؟ اسئلة نطرحها عليكم لمناسبة هذه الزيارة، متمنين لكم التوفيق في ‏المهمات التي تتصدون لها بحكمة وثبات، وهدوء وتواضع، وتتعاملون مع ما تفرزه من معوقات ‏بصبر وجلد، وايمان كبير بأن من يتقي الله يجعل له مخرجاً. وأنتم من أصحاب التقوى والعلم، ولن ‏يكون بلوغ المخارج على يدكم، ويد القامات الروحية والوطنية مستحيلاً اذا اتحدت الارادات ‏وصفت النيات".‏
 
شيخ العقل
وردّ سماحة شيخ العقل بكلمة رحّب فيها بمجلس نقابة المحررين في "دار طائفة الموّحدين الدروز، ‏هذه الدار الجامعة والوسطية في عاصمة الوطن التي عنوانها الجمع واللحمة بين جميع اللبنانيين، ‏نشكر زيارتكم خاصة وإنها تأتي في اجواء الأضحى المبارك وزمن العطاء والتضحية والمحبة ‏والاخوّة وكل معاني العيد لكسب رضا الله سبحانه وتعالى ومحبة الناس.‏
اهلا وسهلا بكم وإننا اذ نقدّر عملكم الذي نتمنى ان يصب دائما في مصلحة الانسان والاوطان من ‏خلال الكلمة الطيبة الداعية الى السلام وتعزيز الرجاء والامل في زمن اليأس والصعوبات ‏والتحديّات الكبيرة، يجب ألاّ ندع اليأس يسيطر. لنا أمل بالسياسيين ولكنه مشوب بالقلق، قلق على ‏وضع الناس ومن التجاذبات التي تحصل في هذا البلد القائم أساسا على التنوع. لبنان قائم على ‏الصيغة الفريدة من نوعها في العيش معا بالتكامل والتشارك لا بالانقسام الطائفي، وهذا يفرض ‏الابتعاد عن لغة التحدّي الطائفي والمذهبي كما يحصل للأسف في بعض الأحيان. نعيش التنوع في ‏الوحدة، فتنوّعنا لا يضير وانما ما يضرّ هو التربية على التعصّب فيصبح التعدد مدعاة كراهية ‏وانعزال عن بعضنا، لكن الحاجة لان نكون أقوياء ببعضنا البعض".‏
 
وتابع سماحته: "اننا نعيش في وطن ميزانه كميزان الذهب للمحافظة عليه فيحافظ واحد على شريكه ‏وليس بأن يكون الهدف المحافظة على أنفسنا فقط، فالشريك في الوطن يجب الحفاظ عليه لكي ‏نحفظ وطننا، ولنا امل يعززه الرجاء بالقيادات الروحية من خلال نشر المناخ الإيجابي وتكريس ‏وتعزيز روح التلاقي التي ذكرتها الأديان والكتب السماوية، رحمة ومحبة واخوّة وهذا دورنا، ‏وليس برفع منسوب التحدي والمواجهة. فنحن نؤدي رسالة ونحملها بمسؤولية أخلاقية وروحية، ‏المسؤولية على السياسيين تقابلها مسؤوليتان علينا أخلاقية وروحية بنشر هذا المناخ الإيجابي".‏
 
وشدد سماحته على "أهمية اللقاءات الروحية التي يجب ان تتوّج بقمة روحية، وإذا كانت الظروف ‏غير متوفرة راهنا للقمة فان هذه اللقاءات يجب ان تكون موجودة، واننا نسعى ونحاول جهدنا بعقد ‏قمة روحية يصدر عنها الكلام الطيّب المطلوب ونشر تلك المناخات الإيجابية، هناك تجاوب من ‏الجميع أصحاب الغبطة والسماحة وانما الظروف الضاغطة اقتصاديا ومعيشيا والانهيارات الحاصلة ‏تؤخر المساعي وتجعلنا ننصرف الى الأمور والمشاغل اليومية التي تشغل بالنا، وانني من الداعين ‏للإسراع بعقد مثل هذه القمة كما اللقاءات الروحية التي يجب ألاّ تتوقف، علما ان التعاطي مع ‏الواقع المعيشي اليوم رسالة روحية واخلاقية أيضا اذا دفعنا باتجاه معالجة الاوضاع الاقتصادية ‏حيث هي الأولى بالاهتمام".‏
 
وتطرق سماحة الشيخ ابي المنى الى الاستحقاقات القادمة قائلا:" يجب ان نسعى جميعا الى احترام ‏المهل الدستورية والتوّجه بروح تشاركية إيجابية لإتمام هذه الاستحقاقات، لان لبنان يستحق ‏الخلاص وانقاذه من الوضع السيئ، فأبناء الوطن في الاغتراب باتوا بحالة يأس من العودة الى ‏وطنهم، فتعزيز الامل تجاههم ضروري من خلال مبادرات داخلية بالتعاون مع أصدقاء لبنان في ‏الخارج لان بلدنا لا يستطيع ان يقوم وحده ويحتاج الى الاحتضان والدعم، فالولاء للوطن يحتّم ‏علينا تعزيز الامل على حساب اليأس".‏
 
وختم سماحته متمنيا "حصر كل الكتابات والاخبار الإعلامية بما يعزّز هذه التوجهات من خلال ‏تأثير الاعلام الكبير على المجتمع" قائلا: "عززوا روح الامل وروح الحوار والتلاقي والتمسك ‏بوطننا الذي يبقى مصدر غنى وفخر يدفعنا لعدم التخلي عنه وان نبقى الى جانبه في أصعب ‏الأوقات".‏
 
كما استقبل سماحته المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب، وجرى البحث بعدد من القضايا والمواضيع ‏الروحية والوطنية العامة.‏
 
كذلك استقبل وفدا من "لقاء عين دارة الخيري" ضم السيدتين: دنيا عطا الله القاضي ورنا عطا الله ‏للبحث مع سماحته في اهداف اللقاء لتعزيز المبادرات الفردية ودعم العائلات المحتاجة.‏
 
واستقبل الشيخ ابي المنى أيضا المحامي نديم حمادة.‏
 
وكان لسماحته عدة لقاءات أخرى في دار الطائفة وفي دارته في شانيه.‏