المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل زار بتاتر داعيا للمحافظة على الوطن الذي قدّمنا في سبيله التضحيات

2022-06-24

شدد سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى على "التمسك بالقيم ‏المعروفية والوطنية"، وداعيا "للتشبث بالارض حفاظا على الوطن الذي قدّمنا في سبيله التضحيات ‏وكرسنا فيه العيش المشترك واكدنا هويتنا الذاتية".‏

كلام سماحة الشيخ ابي المنى جاء خلال زيارة قام بها مساء اليوم الى بلدة بتاتر (جرد عاليه) حيث ‏اقيم له استقبال اهلي كبير وحاشد في قاعة آل غريزي العامة من قبل مشايخ البلدة وفاعلياتها ‏الروحية والاجتماعية والاهلية ومؤسساتها ومجلسيها البلدي والاختياري وابناء البلدة، وفي مقدمتهم ‏الشيخ ابو فوزي فضل الله غريزي، ووكيل داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي جنبلاط ‏غريزي ورئيس البلدية فادي غريزي. ورافق سماحته وفد من المشايخ واعضاء في المجلس ‏المذهبي واهالي واقارب من بلدة شانيه، ورئيس البلدية حسين ابي المني.‏

وبعد كلمات ترحيبية بسماحته من رئيس البلدية فادي غريزي ورئيس جمعية آل مرعي نجيب ‏مرعي باسم عائلات البلدة، وقصائد من المختارين السابقين صالح ابو مجاهد وفريد بديع غريزي ‏ومن هشام فاروق غريزي، مؤكدين على الثقة الكبيرة التي يتميز بها الشيخ ابي المنى من ابناء ‏الطائفة من خلال مسيرته التوحيدية والتربوية والحوارية السابقة وفي مشيخة العقل اليوم، والقى ‏سماحته كلمة شكر وتقدير للاستقبال واستهلها ببيت شعر:‏
لبتاتر الحب فهي الرمز والمثلُ وقلعة الجرد يروي مجدها الجبل
للعزم ركن وللإقدام مدرسة كم شبّ فيها وكم لبّى الندا بطلُ...‏

واضاف: "انها الحقيقة التي تربّينا عليها بان بتاتر قلعة الابطال والرجال، واذ نزورها اليوم فإنما ‏نزور اهلنا واحباءنا وابطال عشيرتنا، واذ نزور بلدتنا الثانية بتاتر فلأننا منكم على مسافة قريبة من ‏القلب والعين.‏
اضاف: بتاتر العنفوان والرجولة ومواقف الكرامة والعزة والشرف والصمود والاندفاع والنخوة ‏هكذا عرفناها وهكذا تستمر بكل عائلاتها".‏

وتابع سماحته: "عندما نلتقي في قاعة آل غريزي فإنما نلتقي بكل عائلات البلدة التي تبقى عائلة ‏واحدة في محبتها واخوّتها وتوحيدها وعنفوانها وبما تمثل من صورة عامة عن جردنا الاشم وجبلنا ‏الشامخ الابي. نزوركم مواسين بفقد عدد من احبائنا الذين افتقدناهم معا منذ فترة سائلين المولى لهم ‏الرحمة ولعائلاتهم ولكم جميعا طيب البقاء. لقد تأخرنا في الزيارة وردّ التحية بمثلها وانتم لم ‏تقصّروا يوما في الوقوف الى جانبنا، أكان في شانيه ام في موقعنا حيث كنّا، واليوم في مشيخة ‏العقل التي نقوى بكم حينما نشبك ايدينا ببعضها كي نكون كلمة واحدة في حمل رسالة التوحيد ‏والوطنية والعروبة والقيم والاخلاق التي تربّينا عليها، تلك المناقب المعروفية التي نحملها معا اذ ‏هي عنوان وجودنا في مواجهة كل التحديّات، واول مداميكها التمسك بالعقيدة التوحيدية والايمان ‏وذلك هو الركن الاساس في هذه المواجهة بما تحمل من معانٍ سامية وفي السير صعودا في مراقي ‏الفكر والمسلك الشريف، لتطهير أنفسنا والإرتقاء بانسانيتنا وتحقيق هذا الوجود الانساني، الى جانب ‏تمسكنا بالقيم المعروفية التي نشأنا عليها جميعا في المحبة والمروءة والشجاعة والاخلاق والنبل ‏والعفة والاستقامة والاخوّة الحقيقية، والتي تبقى لنا السند في هذا الجبل. والركن الآخر هو في ‏الوطنية والتجذّر بالأرض، لما لذلك من قيمة في تعلّقنا بتاريخنا وهويتنا الوطنية والعربية ‏والاسلامية واللبنانية والتي تقوم اساسا على العيش الواحد المشترك للمحافظة على وطننا الذي قدّمنا ‏في سبيله التضحيات والذي نحافظ عليه كما نحافظ على هويتنا الذاتية"‏
وختم سماحته: "ان المرحلة الراهنة صعبة والظروف الاقتصادية والمعيشية ضاغطة لكننا نواجهها ‏بالتعاون والتعاضد دائماً وبالقناعة احياناً والعودة الى الارض والبساطة الروحانية التي بها نكرس ‏الاطمئنان في بيوتنا وعائلاتنا".‏

زيارات
بعد ذلك زار شيخ العقل والوفد المرافق الشيخ ابو فوزي فضل الله غريزي وعضو المجلس ‏المذهبي الدكتور ربيع غريزي في منزلهما.‏