المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل التقى سفير قطر وزار بعقلين مشددا على "رسالتنا للسلام والحفاظ على وحدة الجبل"

2022-04-28

استقبل سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة-بيروت اليوم السفير القطري في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وجرى البحث بالعلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل تطويرها والتأكيد على دور الاشقاء العرب في استعادة الامل بلبنان.
كما استقبل سماحته المرشح عن مقعد الارمن الارتوذكس في المتن د. آرا بارداقجيان يرافقه مدير حملته الاعلامي زاريه باربكيان، واضعا سماحة الشيخ بصورة مشروعه الانتخابي.
 
بعقلين
وكان سماحته زار مساء امس بلدة بعقلين يرافقه وفد كبير من المشايخ في مقدمهم الشيخين ابو زين الدين حسن غنّام وابو نعيم محمد حلاوي، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع واعضاء من المجلس المذهبي، حيث جال سماحته على عدد من المراكز الدينية في البلدة ودارة آل حمادة التاريخية للقاء عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة الذي اقام له استقبالا من مشايخ واهالي البلدة، بمشاركة رئيس البلدية عبد الله الغصيني ومعتمد الحزب التقدمي الاشتراكي المهندس وائل فرّاجي.
والقى النائب حمادة كلمة ترحيبية بشيخ العقل في هذا "المكان التاريخي، قائلاً: "كم ظلم التاريخ طائفة الموحدين الدروز وهي التي تمثل بنسيجها الروحي والاجتماعي وبمشايخها الاجلاء وعلى رأسها موقع مشيخة العقل، الدعوة الدائمة الى السلام وعدم الاعتداء والدفاع عن النفس، وفي الذكرى العاشرة لغياب الشيخ الجليل ابو محمد جواد ولي الدين وقبل ايام زرنا مقام الشيخ ابو حسن عارف حلاوي، وان هذين الشيخين الجليلين الى جانب القيادة السياسية في المختارة كان لهما الدور المهم على مستوى الطائفة والوطن. هذه الطائفة الساعية دوما الى السلام والعاملة على تعزيز مقومات الصمود اللبناني والعيش المشترك فوق مفاهيم العددية التي تعني احيانا اللعب بالنار وهذا ما نعلم تجاربه جيدا في منطقة الجبل. اليوم لدينا شيخ عقل نفتخر به ونعتز بالمجلس المذهبي الذي كرس في انتخابه للشيخ سامي ابي المنى قانون الطائفة بعد توحيد مشيخة العقل الذي اقر باجماع النواب رغم معارضة سوريا، التي حاولت اللعب بهذه الطائفة العربية التي تشكل القاطرة الاساسية للانتماء العربي، ونرى ما حصل في سوريا من ابعاد قادة من هذه الطائفة ومحاولات تقسيم. بينما هنا حماة الثغور اساس الكيان في لبنان والفلسفة ومكتبة الدروز التي اختلطت مع مفاهيم وفكر المعلم كمال جنبلاط التي سنبقى نناضل لاجلها حتى الرمق الاخير من حياتنا".
واضاف: "هذه العمائم البيضاء ستبقى امامنا بقيادة سماحته مع وليد بك جنبلاط واليوم الشاب المقدام تيمور جنبلاط، وقفنا الى جانب الوليد في الخط الذي حمى الجبل واليوم ان شاء الله بدعائكم نحافظ على هذا الخط".
 
شيخ العقل
وتحدث سماحة شيخ العقل شاكراً الجميع على الاستقبال ومنوّها بالنائب حمادة قائلاً: "ان كان للوفاء عنوان فأنتم عنوان الوفاء والحنكة والمقدرة السياسية، بما يشهد عليه تاريخكم من الوفاء والعمل والنضال في سبيل الجبل والوطن، والرسالة التي نحملها معا رسالة الجبل والعيش المشترك والتوحيد والمعروف والمحبة والاخوة والرجولة. كم من مرة صمدنا معكم في وقفة ثابتة قوية الى جانب المختارة واضعين نصب اعيننا هذا التاريخ المليء بالبطولات والمواقف والمتصل بعقيدتنا وتراثنا العربي والاسلامي".
اضاف سماحته: "لم ننكفئ او نتخاذل يوما امام المبادئ والمواقف والرسالة، قاتلنا وصافحنا مع وليد بك القائد الوطني الكبير ومعكم ومع الشيخ ابو محمد جواد وليد الدين صاحب الذكرى اليوم ومع الشيخ ابو حسن عارف حلاوي رحمه الله وكل المشايخ، صالحنا بثقة وقوة وصدق وكانت المصالحة الوطنية الكبرى لتؤكد رسالة الجبل والعيش المشترك، وبان الجبل هو النموذج الارقى للبنان والمنطقة في العيش الواحد واحترام التنوع والاديان بعضها لبعض. الرسالة التوحيدية حملناها في العرفان ونحملها في مشيخة العقل ومع رؤساء الطوائف والعائلات الروحية كافة لاننا اهل سلام ومحبة، لا نعتدي ولا نقبل الاعتداء من احد، وتلك هي رسالة الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين والشيخ ابو حسن عارف حلاوي، نحملها بثقة حيث اننا ثابتون بأصالتنا وعنفواننا، هي رسالة الشيخ ابو محمد جواد الذي وقف امام الاسرائيليين وقال لهم: "ثيابنا مرقّعة لكن كرامتنا لا نقبلها كذلك"، فكان مدرسة في الشجاعة والتقوى".
وختم سماحته: "نأتي الى مقامه ايضا لاحياء ذكراه وليس من مخلّد الا بذكره الطيب لقد اصبح مدرسة للاجيال، وانتم الاستاذ مروان مدرسة في النضال والتضحيات وهذه الدار الكريمة هي من مداميك وحدة الجبل، والاستحقاقات التي نواجهها اليوم تحتاج الى مثل هذه الوحدة والمواقف والرؤية الواضحة التي لا تلتبس عليها الامور، فالوفاء منكم والوفاء من وليد بك لكم ايضا حيت انكم الاجدر في تحمل المسؤولية والرؤية في مواجهة ما يمكن ان يحاك ضد هذا الجبل حيث نأمل ان نبقى جميعا على رسالتنا، رسالة السلام".
وزار الشيخ ابي المنى برفقة وفد المشايخ، منزل المرحوم الشيخ ابو صالح كمال غنّام، وايضا سائس خلوة الشيخ ولي الدين الشيخ ابو سليمان سعيد سري الدين، ومنزل المرحوم الشيخ ابو علي محمد عامر، والشيخ حاتم أبو ضرغم في منزله، ثم زيارة خلوة ومزار المرحوم الشيخ ابو نجم خليل حمادة حيث كان في استقبال سماحته مشايخ البلدة وفاعلياتها الروحية.
واختتم سماحته الجولة بالمشاركة في سهرة دينية في مزار الشيخ ابو محمد جواد وليد الدين بمشاركة حشد من مشايخ الشوف ومناطق الجبل.
وتحدث سماحته في مستهل اللقاء الروحي الموسع لافتا الى مسيرة الشيخ الراحل على كافة المستويات وتعاليمه التي تنهل منها الاجيال، وتشكل مدرسة للحاضر والمستقبل بما مر به الشيخ الراحل من تاريخ روحي حافل الى جانب تاريخه الاجتماعي والعام في خدمة ابناء العشيرة وهذه المنطقة، وجهوده الكبيرة في المؤسسات لا سيما العرفان ورؤيته التوحيدية واياديه البيضاء وتعاليمه التي ستبقى راسخة للاجيال".
 
تعزية
من جهة ثانية توجه سماحة الشيخ من "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت بالتعزية بوفاة الدكتور رفيق عيدو مثنياً على "مناقبية المربي المقاصدي والاستاذ الجامعي وصاحب الفكر التربوي المتقدم"، الذي "أسسنا واياه اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في بداياته عام ١٩٩٣، وكان والمغفور له المطران كميل زيدان امين عامرالمدارس الكاثوليكية الدعامتين الاساسيتين لهذا التجمع، وقد ارسيا ببعد نظرهما وبتعاونهما اسس التعاون والتنسيق بين المؤسسات التربوية ومنها مؤسسة العرفان التوحيدية والمقاصد التي كان مديراً لشؤون التربية والتعليم فيها.
لقد ترك الدكتور عيدو بصمة تربوية مؤثرة في تطور العمل التربوي وكان بمثابة الربان الواثق لتلك الرحلة المشتركة والصديق الصدوق كما عرفناه عن قرب.
لروحه نسأل الرحمة ولعائلة المقاصد واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة خالص الدعاء بالسلامة وطيب البقاء والتقدم".