2022-03-25
كلام سماحته جاء خلال استقباله في دارته في شانيه وفدا من المشايخ من بلدة بريح الشوف بحضور عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار، في زيارة "تقدير واحترام لسماحته جهوده الوحدوية على المستويين الروحي والوطني العام، وسعيه الدؤوب للتخفيف من وطأة الازمات المختلفة على لبنان وابنائه، الى الدور الجامع الذي يلعبه موقع مشيخة العقل على هذا النحو". ووجّه الوفد لسماحته دعوة لزيارة بلدة بريح ولقاء اهلها.
وكانت مناسبة رحّب خلالها الشيخ ابي المنى بوفد المشايخ، مثنياً على "جهودهم ودورهم الفاعل في العمل على جمع الكلمة ووحدة الصف، والتضحية في سبيل تعزيز العيش الواحد خصوصا بلدة بريح الشوف إحدى بلدات جبل العيش المشترك والنموذج المتقدّم على عودة الجبل الى القاعدة المضيئة التي انطلق منها، وايمان ابنائه الدائم بالتلاقي".
عيد البشارة:
وبمناسبة عيد البشارة تمنى سماحته ان يكون "مباركاً على الجميع والوطن الحبيب الذي بات يشكو بمرارةٍ من الانهيار والانقسام، وحافزاً للتلاقي لا للتنافر، وللتعاضد والتكاتف من أجل مصلحة لبنان وبلسمة جراح شعبه والنهوض من كبوته والانطلاق بأمل ومحبة نحو المستقبل المشرق الذي طال انتظاره".
وقال بالمناسبة: "في الخامس والعشرين من شهر آذار يجمع عيد البشارة سنويا المسيحيين والمسلمين معاً حول صاحبة الذكرى السيدة مريم رغم الاختلافات العقائدية، استنادا كمسلمين الى القرآن الكريم بمقتضى الآية: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران، 42).
فليكن هذا اليوم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه كلُّ أيامنا ومناسباتنا وأعيادنا، إذ نحن بأمسّ الحاجة إلى التلاقي والارتقاء بانتمائنا الديني إلى الجامع الإنساني والروحي بيننا، وعلى الأخصّ في لبنان، وحيث يكون التنوُّع قائماً فيتحوِّل بفعل الأخوَّة الإنسانية إلى وحدةٍ حقيقية ومصدر غنىً وعافية، وليس العكس".
وبالمناسبة تلقى الشيخ ابي المنى اتصالاً من رئيسة مديرة مدرسة الكرمل سان جوزيف في المشرف الراهبة مريم نور من فرنسا للمعايدة، والتأكيد على دور سماحته في "إرساء ثقافة الحوار والمحبة ببن اللبنانيين". ويالمقابل تمنى سماحته ان يكون "العيد مبارَكاً على الجميع وعلى الوطن الحبيب".
تعزية:
وكان شيخ العقل ابي المنى قصد مدينة عاليه على رأس وفد كبير من المشايخ واعضاء في المجلس المذهبي، بعد الإعلان عن وفاة الشيخ الجليل المرحوم الشيخ ابو سليمان رياض الغصيني، حيث تقبّل سماحته التعازي الى جانب عائلة الراحل من مشايخ أعيان ووفودٍ حضرت قبل موعد التشييع.
لقد حظينا بزيارته في منزله قبل ايام من رحيله فتباركنا بمحبته الغامرة ودعائه الصادق وابتسامته الطيبة، وحسن ضيافة أبنائه الأكارم وعائلته وإخوانه، وهو من كان الأب الفاضل، والأخ المعطاء، والعصاميَّ المجاهد، والعلم النقيَّ السخيَّ المعروف بتقواه واندفاعه وغيرته وجميل معاملته وتواضعه".
وتابع سماحته: "لمسيرة الشيخ الجليل الممتدة من بعقلين إلى عاليه، ولسيرته العطرة الممتدة على مدى تسعة عقود شهاداتٌ تتالت من أعيان البلاد وشيوخ المجتمع التوحيدي من داخل البلاد وخارجها، ولروحه الطاهرة سيلٌ من الرحمات هطلت من لدن الله سبحانه وتعالى على ألسنة عارفيه ومحبيه، ولأهله وأبنائه وإخوانه مشاعر العزاء وخالص الدعاء لهم بطيب البقاء والثبات على نهجه السليم، وفي ذلك عظيم الأجر ووافر الثواب.
رحم الله الشيخ رياض الغصيني و"إنّا لله وإنّا إليه راجعون".