المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل التقى وفدا من بريح وزار عاليه: ليكن عيد البشارة حافزاً للتلاقي ونهوض ‏الوطن من كبوته

2022-03-25

دعا سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الى "البناء الدائم ‏على مصالحة الجبل الوطنية، للاستمرار بكل ما يهدف الى تعزيز وحدة الكلمة والصف بين ابناء ‏العائلات الروحية، والسبيل الى ترسيخ العيش الواحد والمشترك في الوطن عموما والجبل على ‏وجه الخصوص".‏

كلام سماحته جاء خلال استقباله في دارته في شانيه وفدا من المشايخ من بلدة بريح الشوف ‏بحضور عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار، في زيارة "تقدير واحترام لسماحته جهوده ‏الوحدوية على المستويين الروحي والوطني العام، وسعيه الدؤوب للتخفيف من وطأة الازمات ‏المختلفة على لبنان وابنائه، الى الدور الجامع الذي يلعبه موقع مشيخة العقل على هذا النحو". ووجّه ‏الوفد لسماحته دعوة لزيارة بلدة بريح ولقاء اهلها.‏

وكانت مناسبة رحّب خلالها الشيخ ابي المنى بوفد المشايخ، مثنياً على "جهودهم ودورهم الفاعل في ‏العمل على جمع الكلمة ووحدة الصف، والتضحية في سبيل تعزيز العيش الواحد خصوصا بلدة ‏بريح الشوف إحدى بلدات جبل العيش المشترك والنموذج المتقدّم على عودة الجبل الى القاعدة ‏المضيئة التي انطلق منها، وايمان ابنائه الدائم بالتلاقي".‏

عيد البشارة:‏
وبمناسبة عيد البشارة تمنى سماحته ان يكون "مباركاً على الجميع والوطن الحبيب الذي بات يشكو ‏بمرارةٍ من الانهيار والانقسام، وحافزاً للتلاقي لا للتنافر، وللتعاضد والتكاتف من أجل مصلحة ‏لبنان وبلسمة جراح شعبه والنهوض من كبوته والانطلاق بأمل ومحبة نحو المستقبل المشرق الذي ‏طال انتظاره".‏

وقال بالمناسبة: "في الخامس والعشرين من شهر آذار يجمع عيد البشارة سنويا المسيحيين ‏والمسلمين معاً حول صاحبة الذكرى السيدة مريم رغم الاختلافات العقائدية، استنادا كمسلمين الى ‏القرآن الكريم بمقتضى الآية: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ ‏نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران، 42).‏
فليكن هذا اليوم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه كلُّ أيامنا ومناسباتنا وأعيادنا، إذ نحن بأمسّ الحاجة ‏إلى التلاقي والارتقاء بانتمائنا الديني إلى الجامع الإنساني والروحي بيننا، وعلى الأخصّ في لبنان، ‏وحيث يكون التنوُّع قائماً فيتحوِّل بفعل الأخوَّة الإنسانية إلى وحدةٍ حقيقية ومصدر غنىً وعافية، ‏وليس العكس".‏

وبالمناسبة تلقى الشيخ ابي المنى اتصالاً من رئيسة مديرة مدرسة الكرمل سان جوزيف في ‏المشرف الراهبة مريم نور من فرنسا للمعايدة، والتأكيد على دور سماحته في "إرساء ثقافة الحوار ‏والمحبة ببن اللبنانيين". ويالمقابل تمنى سماحته ان يكون "العيد مبارَكاً على الجميع وعلى الوطن ‏الحبيب‎"‎‏.‏

تعزية:‏
وكان شيخ العقل ابي المنى قصد مدينة عاليه على رأس وفد كبير من المشايخ واعضاء في المجلس ‏المذهبي، بعد الإعلان عن وفاة الشيخ الجليل المرحوم الشيخ ابو سليمان رياض الغصيني، حيث ‏تقبّل سماحته التعازي الى جانب عائلة الراحل من مشايخ أعيان ووفودٍ حضرت قبل موعد التشييع.‏
وقال الشيخ ابي المنى:‏
بسم الله الرحمن الرحيم
‏"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي" صدق ‏الله العظيم".‏
توّدع مدينة عاليه والجبل المرحوم الشيخ ابو سليمان رياض الغصيني أحد الوجوه الروحية من ‏النخبة المشهود لهم بالتقوى والكرم والحضور الاجتماعي والديني الرفيع.‏
لقد حظينا بزيارته في منزله قبل ايام من رحيله فتباركنا بمحبته الغامرة ودعائه الصادق وابتسامته ‏الطيبة، وحسن ضيافة أبنائه الأكارم وعائلته وإخوانه، وهو من كان الأب الفاضل، والأخ المعطاء، ‏والعصاميَّ المجاهد، والعلم النقيَّ السخيَّ المعروف بتقواه واندفاعه وغيرته وجميل معاملته ‏وتواضعه".‏

وتابع سماحته: "لمسيرة الشيخ الجليل الممتدة من بعقلين إلى عاليه، ولسيرته العطرة الممتدة على ‏مدى تسعة عقود شهاداتٌ تتالت من أعيان البلاد وشيوخ المجتمع التوحيدي من داخل البلاد ‏وخارجها، ولروحه الطاهرة سيلٌ من الرحمات هطلت من لدن الله سبحانه وتعالى على ألسنة ‏عارفيه ومحبيه، ولأهله وأبنائه وإخوانه مشاعر العزاء وخالص الدعاء لهم بطيب البقاء والثبات ‏على نهجه السليم، وفي ذلك عظيم الأجر ووافر الثواب.‏
رحم الله الشيخ رياض الغصيني و"إنّا لله وإنّا إليه راجعون".‏