المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
موقفان لسماحة شيخ العقل وللنائب جنبلاط في احياء ذكرى كمال جنبلاط

2022-03-19

شارك سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، على رأس وفد كبير من مشايخ الطائفة، ‏ورئيس المحاكم الدرزية وعدد من القضاة ورؤساء لجان وأعضاء من المجلس المذهبي والهيئتين الإدارية في المجلس ‏ومشيخة العقل في احياء الذكرى ال 45 لإستشهاد المعلم كمال جنبلاط في قصر المختارة، وسط حضور جماهيري ضخم ‏جدا ملأ ساحات القصر الداخلية والخارجية وصولا الى الطرق المؤدية الى الضريح. واستقبلها رئيس اللقاء الديموقراطي ‏النائب تيمور جنبلاط، والى جانبه نواب اللقاء الديموقراطي الذين حضروا على رأس وفود شعبية كبيرة من مناطقهم، وقيادة ‏الحزب التقدمي الاشتراكي ومؤسساته، الى جانب مجموعات من "ثوار 1958" وفاعليات روحية واجتماعية وسياسية ‏وحزبية مختلفة.‏
كذلك شارك ممثلون عن كرسي المطرانية المارونية في بيت الدين، والروم الملكيين الكاثوليك في دير القمر، وعدد من ‏قضاة الشرع في المجلس الإسلامي الأعلى والأوقاف الإسلامية الى جانب أئمة مساجد في إقليم الخروب، ورجال دين من ‏اللقاء الروحي في لبنان والطوائف الإسلامية والمسيحية. كما حضر رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع على ‏رأس وفد من المشايخ من إدارة وموظفي المؤسسة، وحشد من مشايخ طائفة الموّحدين الدروز من مختلف المناطق. ‏
 
شيخ العقل
ولدى وصول سماحة الشيخ الى قصر المختارة استقبله النائب تيمور جنبلاط في إحدى قاعات القصر حيث كانت لسماحة ‏الشبخ كلمة بحضور رجال الدين والفاعليات المشاركة فقال:‏
‏"بسم الله الرحمن الرحيم‏
في هذه الدار العريقة تاريخ مشرّف من العز والإباء والعنفوان، في هذه الدار العامرة محطات لمواقف وطنية وعربية ‏مشرّفة، ولهذه الدار إرث واسع من كرم وسخاء توّجها كمال جنبلاط بفكره ولاحقاً بدمه، فكان إستشهاده تأكيدًا على نهج ‏العطاء والوطنية والعروبة والمواقف الوطنية. من هنا فهو يستحق الوفاء منّا شيوخاً وشباباً ومن كل أبناء الجبل وطوائفه ‏ومكوّناته، يستحق الوفاء من جبل المصالحة والعيش المشترك لكي يبقى هذا النهج عنواننا ويبقى جبل كمال جنبلاط، يبقى ‏جبل المصالحة جبل البطريرك صفير، الجبل الذي نعتز به وبانتمائنا اليه".‏
وأضاف سماحته: "إن تأكيدنا على أهمية هذه المناسبة وهذا النهج هو تأكيد أيضاً على الإنتماء للوطن كله. فنحن وطنيون ‏كما كان كمال جنبلاط، وكذلك عروبيون متنوّرون، متمسكون بايماننا وانتمائنا العربي والإسلامي وبالوطنية والعيش ‏المشترك، من هنا جئنا للمشاركة بإحياء هذه الذكرى، ولتحية روح كمال جنبلاط، وتحية القائد الملهم وليد جنبلاط، ولنقف ‏الى جانب تيمور بك جنبلاط في مسيرته نحو المستقبل والتقدّم والتغيير، واعلاء شأن الوطن وبناء الدولة. حيّاكم الله ولتبقى ‏هذه الذكرى خالدة في قلوبنا جميعا".‏
تيمور جنبلاط
وفي الباحة الخارجية وامام الجماهير القى النائب جنبلاط كلمته توّجه فيها الى الحشود قائلا: "من جديد نلتقي في المختارة، ‏ومن جديد يجمعنا الشهيد الكبير كمال جنبلاط في هذه المناسبة الكبيرة والوطنية. التحية الى روح وفكر كمال جنبلاط، والى ‏حافظ وفوزي والى أرواح كل الشهداء الذين سقطوا في هذا اليوم، اليوم ذكرى الشهادة في سبيل الحق، نتذكر كمال جنبلاط ‏الرجل الكبير الحاضر بأفكاره وفلسفته، الحاضر في كل ميادين العمل السياسي وبقيادته الشجاعة والعاقلة بأحلك الأزمات ‏وبتوجهاته العربية والعالمية التي تخطت حدود لبنان".‏
وأضاف: "اليوم الجزء الأكبر من الشعب اللبناني يخوض معركة البقاء، الليرة في أسوء أيامها، حزب الكهرباء أطفأ لبنان، ‏الأمن الغذائي مهدد والمياه لم تعد تصل الى بيوت الناس، فلنعد الى كمال جنبلاط، الى إنسانيته، الى نضاله في سبيل القرار ‏الوطني المستقل، الى العدالة الإجتماعية، ومقاومة الفساد ونضاله في وجه المحتكرين، لنعد الى الوضوح لنعد الى الإنسان ‏والإنسانية وهي ميزة للأسف تفتقر اليها السياسة اليوم".‏
 
وأشار النائب جنبلاط الى أنه "رغم كل ألقابه، المعلم، البيك، الرفيق كان كمال جنبلاط أولاً إنسانياً".‏
 
وتابع قائلاً: "أقف بينكم اليوم وأعدكم بعيداً عن كل الشعارات الإنتخابية والسياسية، المختارة ستبقى عنواناً لكلمة الحق، ‏للحرية للإنفتاح، للنضال المشرف، سوف نقف في وجه المبشرين بالجحيم وسنقف بوجه من يسعى الى تدمير ما تبقى من ‏مؤسساتنا، وسوف نبني مع الشرفاء هذا الوطن من جديد".‏
 
وأكد أنه "لو مهما حدث في المستقبل، لو بقي العهد أو طار، لو ظل النظام السياسي أو طار، لو خسرنا بعضنا في ‏الإنتخابات أو ربحنا بعضنا بالإنتخابات ولو مهما حصل في الحياة هذا الدار سيبقى مفتوحاً للجميع هذا الدار سيبقى داركم".‏
وختم: "أخيراً سوف أذكركم بقول لكمال جنبلاط (وهل من شيءٍ أشرف من العبور فوق جسر الموت الى االحياة التي تهدف ‏الى إحياء الآخرين ولإعطاء قضيتهم قوة الإنتصار مع الزمن)".‏
مسيرة
بعد ذلك توجه سماحة شيخ العقل ابي المنى والنائب جنبلاط ورجال الدين والنواب والفاعليات المشاركة في مقدمة مسيرة ‏من القصر باتجاه الضريح، حيث استهل سماحته قراءة الفاتحة على ضريح كمال جنبلاط ورفيقيه الشهيدين فوزي شديد ‏وحافظ الغصيني، ليتم بعد ذلك وضع الزهور .‏
 
حديث للأنباء
وأكد سماحة شيخ العقل في حديثٍ خاص لـ"الأنباء" الإلكترونية اثناء المشاركة على أن هذه "مناسبة عظيمة في لبنان، ‏ومناسبة عظيمة لجبل كمال جنبلاط ولجبل لبنان، فهذا جبل العيش المشترك وجبل المصالحة".‏
وأشار إلى أنَّ "كمال جنبلاط كان رجل الفكر والحوار والإنسانية، وهذه المناسبة تحمل بالمعنى الإلتزام بنهجه في التلاقي ‏والحوار وفي بناء الوطن الحر والمستقل".‏