المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل ترأس اجتماعا للهيئة العامة للمجلس: حريصون على جمع الشمل
جنبلاط: ‏المقاومة وحلفائها مشروع إلغائي لا يعترف بالتراث والتاريخ‏

2022-02-23

 
عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي اجتماعها الدوري في دار الطائفة عصر اليوم، برئاسة ‏سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، بحضور رئيس الحزب ‏التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، وعدد من ‏الوزراء والنواب والقضاة ورؤساء اللجان وأعضاء المجلس، وذلك لمناقشة وإقرار مشروع ‏الموازنة العامة للمجلس للعام 2022.‏
 
شيخ العقل
وكانت كلمة افتتاحية لسماحة شيخ العقل جاء فيها:‏
بسم الله الرحمن الرحيم،
باسمه تعالى نبدأ وبه نستعين، وعلى رحمته نعوِّل، وهو النصيرُ المعين. بقلوبٍ ملؤُها الأملُ ‏والمحبة، وبإراداتٍ متحفِّزةٍ للعمل والعطاء، نرجوه تعالى التوفيقَ في مهمتِنا، ونسأله عزَّ وجلَّ أن ‏يُنير بصائرَنا وأن يُسدِّدَ خُطانا جميعاً لما فيه الخيرُ والصلاح.‏
 
وبعد، حضرة الأخوة والزملاء الكرام،
نرحِّبُ بكم في ٱجتماعنا الثاني في الهيئة العامة بعد أن أوليتموني شرفَ رئاسة المجلس ‏المذهبي، ونحن نعقدُ العزمَ معاً لتحمّل مهمة النهوض بهذه المؤسسة المباركة، ولمواجهة تحدياتِ ‏الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تلقي بظلالها على المجتمع ‏اللبناني، والاستحقاقات السياسية والوطنية الداهمة. ومع تقديرنا لحكمة الأستاذ وليد بك جنبلاط ‏ولعمله الدؤوب وتقديماته اللامحدودة ومتابعاته الحثيثة على مستوى الطائفة والوطن، ومع اعترافنا ‏بحرصه الشديد على دور المجلس المذهبي ومشيخة العقل في الحضور الوطني، وفي صون ‏المجتمع، وفي خدمة الناس، وفي مهمة البناء والتطوير،
وانطلاقاً من ثقتنا الراسخة بتعاطيه الإيجابي والمسؤول عند كل استحقاق، وبسعيه المستمر ‏لصيانة الجبل والحفاظ على عيشه المشترك وعلى روح الإلفة والمصالحة السائدة بين أبنائه، فإنّنا ‏نؤكّد استعدادنا للقيام بالدور المنوط بنا على مستوى البيت الداخلي وعلى المستوى الوطني، ‏بالتكامل مع القيادة السياسية، حريصين كلَّ الحرص على جمع الشمل ووحدة المجتمع وحفظ رسالة ‏التوحيد، حرصَنا الدائمَ على احترام التنوُّع الوطني والنظر بعين الحكمة والتبصُّر إلى خصوصية ‏الجبل، تاريخاً وتراثاً ونموذجاً راقياً للعيش المشترك والقيم الوطنية، مؤكّدين على واجب المشاركة ‏الفعَّالة والمسؤولة في الاستحقاق الانتخابي القادم لانتخاب من هو الأفضل بما يؤول إلى تأمين ‏حقوق الناس وصيانة الدولة وبناء مؤسساتها وتحديثها، ومحذِّرين من مغبّة استغلال هذا الاستحقاق ‏لتجاوز تلك الوحدة النموذجية وتلك القيم الاجتماعية والوطنية، والمسّ للسلم الأهلي والبناء ‏الاجتماعيّ المتين الذي بنيناه معاً على مدى سنواتٍ وعقود.‏
الأخوة والأخوات الكرام،
إن مشيخة العقل والمجلسَ المذهبي، بما لهما من حضور معنوي في وجدان المجتمع، وبما ‏لهما من دور عملي في البناء الاجتماعي والوطني العام، لهما جديرانِ بتحمُّل المسؤولية إلى جانب ‏القيادات الوطنية والاجتماعية والدينية، بالوقوف إلى جانب أهلنا ومعاضدتهم في مواجهة التحدّيات، ‏والمُساهمة في نهضة المجتمع من خلال نهضة المؤسسات وتطوّرها.‏
 
لقد مضت أشهر قليلة على ترؤسنا هذا المجلسَ الكريم، اطّلعنا خلالها على العديد من الملفات ‏وتبادرت إلى ذهننا العديدُ من الأفكار، واستمعنا إلى العديد من الآراء، وأكّدنا فيها على حضورنا ‏الوطني ودورنا الوسطي الجامع، ووقفنا إلى جانب أهلنا قدر المستطاع، وقد آن الأوان لاتّخاذ ‏المبادرات واطلاق البرامج على أكثر من صعيد، واستحداث المشاريع المنتجة والمفيدة، وما إقرار ‏القانون أول من أمس في مجلس النوَّاب والقاضي بزيادة عدد القضاة في المحكمتين الدرزيتين في ‏عاليه والشوف إلَّا دليلٌ على التعاون المثمر بيننا وبين القيادة المسؤولة والمحكمة العليا وأصحاب ‏السعادة النوَّاب.‏
وها نحن اليومَ نلتقي لتبادل المزيد من الآراء والتفاهم على الخطوات المستقبلية، وبالأخص ‏لمناقشة وإقرار الموازنة العامة للعام 2022 والتي تحتاج الى تفهُّم للواقع الاستثنائي، والتعاون ‏لتخطّي الصعوبات بحكمةٍ وهمّةٍ وتظافر الجهود، وأنتم تعلمون، كما نعلم، أن مداخيل المجلس من ‏الأوقاف والمقامات إلى تراجعٍ، وبالليرة اللبنانية، فيما المصاريف تتزايد، ومعظمُها بالدولار ‏الأميركي، ما يرتّبُ فارقاً كبيراً بين المداخيل والمصاريف، وهذا ما يستوجب حلّاً من حلّين، ‏كلاهما صعبٌ، ولكنْ أحدُهما هو الأفضل؛ فإمّا أن نستنجدَ بالاحتياط، وهو أمرٌ خطيرٌ وغيرُ ‏مُستحَبٍّ إطلاقاً، وإمّا أن نسعى للحصول على التبرعات والمساعدات لتغطية المصاريف المتنوّعة، ‏من محروقات وصيانة ودعم للرواتب ومساعدات اجتماعية واستشفائية ونشاطات ثقافية ودينية ‏ومتابعات قانونية، إضافة إلى العمل على استصلاح بعض عقارات الأوقاف واستثمارها من خلال ‏مشاريعَ مدروسة ومنتجة في أكثرَ من مجال، وبالتعاون مع المنظمات الداعمة حيث أمكن.‏
إخواني، أخواتي،
فليكن النقاشُ واقعياً ومنطقياً، وهو نقاشٌ قد دار مثلُه في مجلس الإدارة منذ أيَّام إلى أن ‏توصّلنا إلى ما توصّلنا إليه، ونحن في مهمة مشتركة، نستنهض الهمَمَ ونتحمّلُ المسؤولية، وكلُّنا ‏أملٌ بأن نتمكن بمساعدة إخواننا وأبنائنا هنا وفي المغتربات، وبدعم الميسورين منهم بالدرجة ‏الأولى، من تغذية الصندوق الخيري الإنمائي في دار الطائفة ليتمكّن بدوره من دعم برامج المجلس ‏والمساعدة في تأمين تغطية الفارق الشاسع بين المداخيل والمصاريف، منعاً للمسّ بالاحتياط، علماً ‏أننا سنستمر في العمل بدافع الأمل، وبالإرادة والثقة بالنفس وبالأصدقاء، ولن نتوقف، وخاصة في ‏إطلاق برامج التعاضد الاجتماعي ودعمها والتي تضطلع بها اللجنة الاجتماعية، وفي برامج ‏المساعدات الاستشفائية والاجتماعية المستمرة، وذلك وفق مبدأ إدارة السيولة الذي ستتولاه اللجنة ‏المالية بأمانةٍ ودقّة كي لا نقعَ في العجز والتراجع، وبالتأكيد على دور لجنة الاغتراب التي تضع ‏نصب عينيها هذا التحدي، فنتعاون معاً لخوضِه بنجاح، وعلى دور جميع اللجان؛ إدارياً وثقافياً ‏ودينياً ومالياً واجتماعياً وقانونياً واغترابياً ووقفياً، ومع أمانة السر وأمانة الصندوق، ومع لجنة ‏التواصل والعلاقات العامة، ومع أعضاء المجلس الكرام جميعاً، علّنا نحقّقُ بعضاً من الآمال ‏والانتظارات المعقودةِ علينا وعليكم.‏
واللهُ ولي التوفيق.‏
 
جنبلاط
ثم القى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كلمة جاء فيها:‏
سماحة الشيخ... الحضور الكريم...‏
‏"كانت مسيرة طويلة معكم ومع سماحة الشيخ نعيم حسن، كنا فيها وسنبقى مؤيدين لوحدة ‏الصف بتنوعه، ولأجل كل المشاريع الإنمائية والخيرية للطائفة المعروفية العربية الدرزية في ‏لبنان، وفي مواجهة الاستحقاقات المقبلة ان شاء الله. والاستحقاق المقبل هو الانتخابات النيابية، لا ‏بأس !! انها انتخابات سنحافظ فيها على التنوّع وعلى وحدة الصف، لكن أيضا في هذه الانتخابات ‏هناك ملامح لإلغاء الدور الوطني والعربي الذي قامت به المختارة ورفاق الصف في اللقاء ‏الديموقراطي. وهذا الامر سنواجهه بهدوء وحزم، ونعلم ان مشروع المقاومة وحلفائها هو مشروع ‏إلغائي في الأساس ومصادر، لا يعترف لا بالتراث ولا بالتاريخ ولا بالتضحيات ولا بأحد وهذا ما ‏نشهده في كل اليوم. لكننا سنختار الطرق السلمية ولا مجال لنا الا الطرق السلمية والسياسية ‏للمواجهة بدعمكم، وسنحترم كما سبق وذكرت التنوع".‏
واضاف: "انني اضع نفسي بالتصرف من اجل أي مشروع انمائي يتعلق بتطوير الأوقاف ‏الدرزية، بما يحفظ الاحتياط من الاستنزاف ويساهم في دعم تقديمات اللجنة الاجتماعية للمجلس ‏المذهبي".‏
وختم: "شكرا سماحة الشيخ وفقكم الله والى مزيد من النجاحات".‏