المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل زار مقام الامير السيد في الذكرى 38 للتحرير وشارك في لقاء بيصور: "لوحدة الكلمة استعدادا للأصعب"

2022-02-14

زار سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى مقام الامير السيد عبد الله التنوخي (ق) في عبيه على ‏رأس وفد من المشايخ واعضاء الهيئة الاستشارية لمشيخة العقل، وذلك بمناسبة الرابع عشر من شباط ذكرى تحرير الشحار الغربي ال ‏‏38.‏
وكانت مناسبة عقد سماحته فيها الاجتماع الثاني للهيئة في المقام، وجرى خلاله التأكيد على "اهمية الذكرى في وجدان الموحدين ‏الدروز عامة ولدى المشايخ والمتدينين خصوصاً، والبحث بقضايا تتعلق بالمجتمع الديني. والاتفاق على توجهات عامة وتعميمات ‏للمجالس بشأن بعض السلوكيات والتصرفات غير المنضبطة عبر وسائل التواصل وفي المناسبات، انطلاقاً من الحرص الديني ‏والواجب الروحي والاخلاقي في حفظ المجتمع وصونه".‏

لقاء بيصور
وكان سماحته شارك مساء امس في لقاء ديني للصلاة بمناسبة ذكرى التحرير اقيم في بلدة بيصور بمشاركة جمع كبير من المشايخ ‏وفاعليات البلدة والمنطقة بينهم المشايخ: ابو محمود سعيد فرج، ابو سليمان سعيد سري الدين، ابو زين الدين حسن غنام، أبو حسن ‏عادل النمر، ابو نعيم محمد حلاوي، أبو هاني هزَّاع الغزال، أبو أمين فريد المهتار، أبو حمزه فؤاد صالحة، أبو شوقي فرحان محمود، ‏أبو شوقي مهنا البتديني، أبو أكرم خطار كمال الدين، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع ووفد كبير من المؤسسة، ‏وأعضاء في المجلس المذهبي ومدير عام المجلس مازن فياض، ووكيلا داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي بلال جابر ومروان أبو ‏فرج، والعميدان المتقاعدان أجود فياض وناجي ملاعب، ورئيس بلدية بيصور نديم ملاعب وعدد من الفاعليات والهيئات الروحية ‏والاجتماعية والأهلية.‏

كلمات
والقى الشيخ أبو نبيل أديب ملاعب كلمة ترحيبية بشيخ العقل أبي المنى والحضور، مؤكدا على "رمزية الذكرى وأهميتها".‏
كما تحدَّث العميد فياض عن محطات مرتبطة بالذكرى، وموجها التحية لبلدة بيصور. ‏

ابي المنى
ثم ألقى سماحة الشيخ أبي المنى كلمة وجَّه فيها التحية لكل الذين شاركوا لأجل الوصول الى التحرير عام 84 مستذكرا كوكبة من ‏المناضلين التي طبعت تضحياتهم انتصارات تلك المرحلة قائلا: "كانت قلوبنا تغلي وكنا ننتظر لحظة العودة التي تستحق الحمد ‏والشكر لله سبحانه وتعالى الذي منحنا نعمة العودة والتحرير والانتصار".‏

وأضاف: "نحن لن ننسى تاريخنا وانتصاراتنا ودماء الشهداء، وقد مررنا بفترة عصيبة صعبة لكن الانتصار كان حاضرا بهمة الشباب ‏والشيوخ". وقال: "لن ننسى الشهداء والقيادة التاريخية آنذاك التي تمثلت بالزعيم الوطني وليد بك جنبلاط ولا وحدة الموقف والقرار ‏بالتقائه والزعامة الارسلانية وسماحة الشيخ أبو شقرا". مُعيدًا أبيات من قصيدة القاها في الذكرى الرابعة للتحرير في مقام الامير السيد ‏عبدالله التنوخي، والتي يقول فيها: "يا روح سيدنا الامير تَمَجَّدي فلقد أعدنا المجد باسم السيد، من عاد حيَا عاد يحمد ربه ومن اصطفاه ‏الله لم يترددِ". ‏

وتابع سماحته: "لا بد من اخذ العبر من التاريخ فعلينا اولا ان نكون دائما متماسكين ثابتين واثقين بانفسنا وايماننا وان نتمسك بوحدتنا ‏لانها قوتنا، كي نساهم مع اخواننا في بناء الوطن. والعبرة الثانية في احترام الانتصار والبناء عليه لانه من الله سبحانه وتعالى للحق ‏ونحن لم نعتد ولم نقبل التعدي، وهذا الشعار الذي رفعه المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي والمشايخ من بعده يعني التمسك ‏بالارض والتاريخ والعقيدة والقيم المعروفية التي حملناها وورثناها وهي تشكل سلاحا قويا لنا. وهناك عبر على المستوى الوطني، ‏منها ما ذكره المقدم شريف فياض في كتابه: أنه مهما كانت كلفة السلام غالية فكلفة الحرب أغلى ماديا وانسانيا واجتماعيا، فنحن دعاة ‏سلام لا حرب، نحيي انتصاراتنا في قلوبنا وفي اجيالنا ونعلمها لاولادنا ونقدّر نعمة الله ونحافظ على ما يجب ان نحافظ عليه". ‏

ووجّه الشيخ ابي المنى رسالة مفادها ان "من ينسى شهداءه ينسى تاريخه، فيجب الترحّم على من حرروا الارض والمقدسات"، ‏متحدثًا عن "اهمية الاستثمار في هذا الانتصار فلا يكفينا التغنّي به، بل علينا ان نورث احفادنا مؤسسات وانجازات في اكثر من ‏مجال".‏

وفي هذا الاطار اشار سماحة الشيخ الى "الاستثمار الذي يبذله المجلس المذهبي ومشيخة العقل الى جانب القيادة السياسية". متحدثا عن ‏‏"مأسسة المجلس المذهبي وتأسيس كلية الامير السيد عبدالله التنوخي للعلوم التوحيدية واعادة ترميم "الداوودية" في عبيه، اضافة الى ‏انشاء مؤسسة السيد الامير عبدالله التنوخي الاجتماعية التي تسعى الى بناء مستشفى ودار للمسنين في مطيّر عبيه". ‏

وحيّا شيخ العقل "بيصور ام الشهداء والشحار الذي عانى وضحّى وقدّم على مدى تاريخنا منذ ايام التنوخيين الى اليوم. والتحية الى ‏الشهداء والجرحى والمشايخ وكل الذين قاوموا قيادة وابطال واهالٍ وكل من تحمل عبء المرحلة الصعبة"، مشيرا الى ان "المرحلة ‏القادمة التي من الممكن ان تكون اصعب ولكن يجب ان نكون متهيئين بوحدتنا وارادتنا".‏

واستذكر سماحته "الأهل في السويداء الذين يعانون ويواجهون لحظات لربما تكون حاسمة في تاريخهم"، متمنيًا ان "ينجح المشايخ من ‏خلال وحدتهم وتماسكهم في مواجهة هذه المرحلة، ليتجاوزوا اي انقسام". ‏

وختم بالقول: "هذه الطائفة واحدة اينما كانت وستبقى".‏

العريضي
وكان سماحة الشيخ زار قبل ذلك "خلوة الشاوي" في البلدة مع وفد من المشايخ، مستفقدا الشيخ امين العريضي بعد الوعكة الصحية ‏التي ألمَّت به. وقد رحّب الشيخ العريضي بسماحة الشيخ والوفد المرافق، ورأى "ان وجود شيخ العقل الواحد مبدأ، ويوجب الامر ‏التعامل بايجابية نظرا للظروف القاسية والصعبة والحمد لله عما وصلنا اليه، لكننا بأمس الحاجة الى وحدة الكلمة وجمع الشمل والمحبة ‏والتفاهم، وهذا المركز موّقر ويجب الحفاظ عليه".‏