2022-02-14
وكانت مناسبة عقد سماحته فيها الاجتماع الثاني للهيئة في المقام، وجرى خلاله التأكيد على "اهمية الذكرى في وجدان الموحدين الدروز عامة ولدى المشايخ والمتدينين خصوصاً، والبحث بقضايا تتعلق بالمجتمع الديني. والاتفاق على توجهات عامة وتعميمات للمجالس بشأن بعض السلوكيات والتصرفات غير المنضبطة عبر وسائل التواصل وفي المناسبات، انطلاقاً من الحرص الديني والواجب الروحي والاخلاقي في حفظ المجتمع وصونه".
لقاء بيصور
وكان سماحته شارك مساء امس في لقاء ديني للصلاة بمناسبة ذكرى التحرير اقيم في بلدة بيصور بمشاركة جمع كبير من المشايخ وفاعليات البلدة والمنطقة بينهم المشايخ: ابو محمود سعيد فرج، ابو سليمان سعيد سري الدين، ابو زين الدين حسن غنام، أبو حسن عادل النمر، ابو نعيم محمد حلاوي، أبو هاني هزَّاع الغزال، أبو أمين فريد المهتار، أبو حمزه فؤاد صالحة، أبو شوقي فرحان محمود، أبو شوقي مهنا البتديني، أبو أكرم خطار كمال الدين، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع ووفد كبير من المؤسسة، وأعضاء في المجلس المذهبي ومدير عام المجلس مازن فياض، ووكيلا داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي بلال جابر ومروان أبو فرج، والعميدان المتقاعدان أجود فياض وناجي ملاعب، ورئيس بلدية بيصور نديم ملاعب وعدد من الفاعليات والهيئات الروحية والاجتماعية والأهلية.
كلمات
والقى الشيخ أبو نبيل أديب ملاعب كلمة ترحيبية بشيخ العقل أبي المنى والحضور، مؤكدا على "رمزية الذكرى وأهميتها".
كما تحدَّث العميد فياض عن محطات مرتبطة بالذكرى، وموجها التحية لبلدة بيصور.
ابي المنى
ثم ألقى سماحة الشيخ أبي المنى كلمة وجَّه فيها التحية لكل الذين شاركوا لأجل الوصول الى التحرير عام 84 مستذكرا كوكبة من المناضلين التي طبعت تضحياتهم انتصارات تلك المرحلة قائلا: "كانت قلوبنا تغلي وكنا ننتظر لحظة العودة التي تستحق الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى الذي منحنا نعمة العودة والتحرير والانتصار".
وأضاف: "نحن لن ننسى تاريخنا وانتصاراتنا ودماء الشهداء، وقد مررنا بفترة عصيبة صعبة لكن الانتصار كان حاضرا بهمة الشباب والشيوخ". وقال: "لن ننسى الشهداء والقيادة التاريخية آنذاك التي تمثلت بالزعيم الوطني وليد بك جنبلاط ولا وحدة الموقف والقرار بالتقائه والزعامة الارسلانية وسماحة الشيخ أبو شقرا". مُعيدًا أبيات من قصيدة القاها في الذكرى الرابعة للتحرير في مقام الامير السيد عبدالله التنوخي، والتي يقول فيها: "يا روح سيدنا الامير تَمَجَّدي فلقد أعدنا المجد باسم السيد، من عاد حيَا عاد يحمد ربه ومن اصطفاه الله لم يترددِ".
وتابع سماحته: "لا بد من اخذ العبر من التاريخ فعلينا اولا ان نكون دائما متماسكين ثابتين واثقين بانفسنا وايماننا وان نتمسك بوحدتنا لانها قوتنا، كي نساهم مع اخواننا في بناء الوطن. والعبرة الثانية في احترام الانتصار والبناء عليه لانه من الله سبحانه وتعالى للحق ونحن لم نعتد ولم نقبل التعدي، وهذا الشعار الذي رفعه المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي والمشايخ من بعده يعني التمسك بالارض والتاريخ والعقيدة والقيم المعروفية التي حملناها وورثناها وهي تشكل سلاحا قويا لنا. وهناك عبر على المستوى الوطني، منها ما ذكره المقدم شريف فياض في كتابه: أنه مهما كانت كلفة السلام غالية فكلفة الحرب أغلى ماديا وانسانيا واجتماعيا، فنحن دعاة سلام لا حرب، نحيي انتصاراتنا في قلوبنا وفي اجيالنا ونعلمها لاولادنا ونقدّر نعمة الله ونحافظ على ما يجب ان نحافظ عليه".
ووجّه الشيخ ابي المنى رسالة مفادها ان "من ينسى شهداءه ينسى تاريخه، فيجب الترحّم على من حرروا الارض والمقدسات"، متحدثًا عن "اهمية الاستثمار في هذا الانتصار فلا يكفينا التغنّي به، بل علينا ان نورث احفادنا مؤسسات وانجازات في اكثر من مجال".
وفي هذا الاطار اشار سماحة الشيخ الى "الاستثمار الذي يبذله المجلس المذهبي ومشيخة العقل الى جانب القيادة السياسية". متحدثا عن "مأسسة المجلس المذهبي وتأسيس كلية الامير السيد عبدالله التنوخي للعلوم التوحيدية واعادة ترميم "الداوودية" في عبيه، اضافة الى انشاء مؤسسة السيد الامير عبدالله التنوخي الاجتماعية التي تسعى الى بناء مستشفى ودار للمسنين في مطيّر عبيه".
وحيّا شيخ العقل "بيصور ام الشهداء والشحار الذي عانى وضحّى وقدّم على مدى تاريخنا منذ ايام التنوخيين الى اليوم. والتحية الى الشهداء والجرحى والمشايخ وكل الذين قاوموا قيادة وابطال واهالٍ وكل من تحمل عبء المرحلة الصعبة"، مشيرا الى ان "المرحلة القادمة التي من الممكن ان تكون اصعب ولكن يجب ان نكون متهيئين بوحدتنا وارادتنا".
واستذكر سماحته "الأهل في السويداء الذين يعانون ويواجهون لحظات لربما تكون حاسمة في تاريخهم"، متمنيًا ان "ينجح المشايخ من خلال وحدتهم وتماسكهم في مواجهة هذه المرحلة، ليتجاوزوا اي انقسام".
وختم بالقول: "هذه الطائفة واحدة اينما كانت وستبقى".
العريضي
وكان سماحة الشيخ زار قبل ذلك "خلوة الشاوي" في البلدة مع وفد من المشايخ، مستفقدا الشيخ امين العريضي بعد الوعكة الصحية التي ألمَّت به. وقد رحّب الشيخ العريضي بسماحة الشيخ والوفد المرافق، ورأى "ان وجود شيخ العقل الواحد مبدأ، ويوجب الامر التعامل بايجابية نظرا للظروف القاسية والصعبة والحمد لله عما وصلنا اليه، لكننا بأمس الحاجة الى وحدة الكلمة وجمع الشمل والمحبة والتفاهم، وهذا المركز موّقر ويجب الحفاظ عليه".