2012-09-21
بيان صادر عن مشيخة العقل والهيئتين الدينية والقضائية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بدعوة من سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن وحضوره، التقى في دار الطائفة في بيروت أصحاب الفضيلة أعضاء الهيئة الدينية الحاليين والمنتخبين في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بحضور رئيس اللجنة الدينية، ورئيس المحاكم المذهبية الدرزية وأصحاب الفضيلة القضاة، وجرى التداول في موضوع الإساءة إلى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) وبما يتوجب القيام به ردّاً على الاستهدافات المتكررة لأمّتنا الإسلامية خصوصاً، ولللأديان والمقدّسات عموماً، ودرءاً للمخاطر التي تنجم عن هذه التعديات والافتراءات المتعمَّدة، وفي نهاية اللقاء أصدر المجتمعون البيان التالي، تلاه رئيس اللجنة الثقافية في المجلس الشيخ سامي أبي المنى: - تستنكر مشيخة العقل والهيئة الدينية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز والمحاكم الدرزية في لبنان، وتشجب بشدّة الإساءات المتكررة بحقّ خاتم الأنبياء والرسُل نبيّنا محمد (صلعم)، والتي كان آخرها الفيلم المسيء لمقامه السامي، لما ينطوي عليه هذا الفيلم الدنيء والمشبوه في مضمونه وفي توقيته وفي غاياته. كما يشجب المجتمعون الصور المنشورة في بعض الصحف الأجنبية، وما تمثله من استخفاف بالقيم التي يُجسّدها النبيُّ الأكرم، وتعمّدٍ فاضحٍ للإساءة لسيرته العطرة، ومن مساس بقدسية الإسلام، دون أي اعتبارٍ لمشاعر المسلمين في العالَم. - إن المجتمعين إذ يُنددون بمنتجي ومروّجي هذا الفيلم وتلك الرسوم، فإنّهم يضعون المسؤولية على من يحميهم ومن يقف وراءهم، ويُحذرون في الوقت ذاته، من تكرار مثل هذه الممارسات الشاذة التي أصبحت خطراً على الأمن والسلام العالميَين، من خلال إثارة الفتن والنزاعات بين أتباع الأديان السماوية المختلفة. - يتوقف المجتمعون عند خطر ما يُحدثه مثل هذا العمل اللاأخلاقي، وما ينتجه من ردّات فعل. وإذ يرَون في ذلك إذكاءً لنار الفتنة، فإنهم يدعون إلى مواجهة عقلانية واعية ومعالجاتٍ مسؤولة جديّة، تبدأ بمطالبة المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة وجميع الدول المعنيّة والهيئات والمنظمات العالمية وتلك التي تعمل في حقل الحوار بين الأديان، إلى التعاون لوضع حدٍّ لهذه الممارسات المشينة ولهذا الاستهتار المسيء إلى الإنسانية والكرامة البشرية، وذلك من خلال مراجعة القوانين الخاصة بحق التعبير وحرية الرأي، والعمل على تشريع قوانينَ جديدة تُحرّم مثل هذه الانتهاكات وتعاقب بشدّة مَن يتجرّأُ على القيام بها تحت ذريعة الحرية في التعبير أو أي ذريعة أخرى. - يُهيب المجتمعون باللبنانيين كافة، مسلمين ومسيحيين، أن يستمروا متضامنين ومتّحدين في مواجهة أي اعتداء على كرامة أي فئة منهم، وأن يؤكدوا مع كل تحدٍّ جديد قدرتهم على نبذ الفتنة وصون وحدتهم الوطنية الجامعة. - يناشد المجتمعون إخوانهم المسلمين في لبنان والعالم التّحلي بضبط النفس والابتهال والصلاة والعمل المسؤول لنصرة الإسلام والنبيّ الأكرم والردّ الحضاري المنظّم، وعدم الانجرار، بالتالي، إلى حيث يريد لهم أعداؤهم من فوضى وعنف وسلبية وفتنة، ليكون أبناؤنا وأهلُنا فخورين بما نُمثّل، ومعتزّين بإسلامهم الذي لا تلويه استفزازاتٌ وتعدّياتٌ وافتراءات، ومتأكّدين، قبل سواهم، بأن الإسلام دينُ حضارةٍ وكرامةٍ وإنسانية.