2015-02-20
ترأّس سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، اجتماعاً إستثنائياً للهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة، في دار الطائفة في فردان - بيروت، بحضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والوزيران أكرم شهيب ووائل أبو فاعور والنائبان غازي العريضي ومروان حمادة والنائبان السابقان أيمن شقير وفيصل الصايغ وأعضاء المجلس.
إستهل سماحة الشيخ الجلسة مُرحّباً بالحاضرين، مؤكداً ان المجلس المذهبي هو المؤسسة المؤهلة لمواجهة الحاضر في إطار رؤية مستقبلية في خدمة أبناء الطائفة والوطن، معلناً الاستمرار في تطوير العمل لتحقيق الصالح العام.
ثم لفت سماحته إلى أن تاريخ الموحدين الدروز السياسي ليس تاريخاً طائفياً بل هو تاريخٌ وطني يستطيع أن يعطي المواطن العربي أمثولة صالحة في النضال الوطني الشريف. وهو نضالٌ رفع لواءه الدروز أحياناً كثيرة بصمت ومن غير منّة ولا تباهٍ فيه أو تبجّح.
وشدد سماحة الشيخ على أنه اليوم وفي قلب العواصف الهوجاء التي تضربُ أمتنا العربية وأوطانه وتهدِّدها في أمور الكيان والمصير، نتطلع إلى طائفتَـنا العزيزة، لا من موقع الأقليات، ولا من قوقعة العصبيَّة الطائفيَّة، بل من موقع شرَّفها به التاريخُ نفسه، وهو موقع العروبة، والتنوير الاسلامي العقلاني، وخصوصًا الفسحة الانسانيَّة الكبرى التي تزدهر بها قيَمُ الحرّية والمساواة والعدالة والديموقراطيَّة والأمل الواقعيّ العمليّ الذي به تُبنى الأوطان، مشيداً في هذا السياق بحكمة وليد جنبلاط في التعامل مع القضايا الوطنية.
ثم كانت مداخلة للنائب وليد جنبلاط رحب فيها بالحوار الداخلي بين اللبنانيين وأجواء التلاقي السائدة بين الأفرقاء، لا سيما الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله الذي يخفف من الاحتقان ويسهم في لجم التوتر السنّي الشيعي في لبنان، مشدداً على المسؤولية المشتركة لجميع القوى السياسية في منع إنزلاق البلاد نحو أتون الصراعات الدائرة من حولنا. وأوضح النائب جنبلاط أنه يتابع ملف العسكريين المخطوفين، مكرراً موقفه لناحية قبول المقايضة في هذا الملف مع موقوفين بما لا يمسّ الأمن القومي اللبناني ويحفظ هيبة الدولة ويعيد المخطوفين سالمين لذويهم وإنهاء هذه المعاناة.
ووجّه النائب جنبلاط تحية إلى الفارس العربي العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز الذي تحلّى بالحكمة وسعة العقل وبرؤية عربية إسلامية متقدّمة، وأكد إستمرار العلاقات الأخوية الصادقة والمميزة مع المملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبد العزيز.
وكانت خلال الجلسة مداخلات لعدد من أعضاء المجلس تطرقت بمجملها إلى الأوضاع العامة في البلاد والمنطقة ولشؤون الطائفة، وجرى التشديد على ان طائفة الموحدين الدروز ستبقى حريصة على السلم الأهلي، والعيش الإسلامي المسيحي، والوحدة الإسلامية، ونبذ العنف، وإعلاء قيم الإسلام والتوحيد، وعلى أهمية تعاون أبناء الطائفة فيما بينهم ومع اخوانهم في الوطن لوقايته من الاخطار التي تعصف بدول المنطقة، وللوقوف خلف مؤسسات الدولة وتقديم كل الدعم المطلوب لنهوض الدولة، على أمل انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة الحياة الدستورية الطبيعية في البلاد.