المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في ذكرى الاسراء والمعراج‎ 2016/5/4

2016-05-04

كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في ذكرى الاسراء والمعراج‎   بيروت في: 2016/5/4 
ادلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج بما يلي:       
  ما رحلةُ الإسراء إلَّا إرادة ربَّانيَّة عبرَ بها الرَّسولُ(صلعم) المكانَ الأرضيّ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تمهيدًا لمعراجٍ يُنبَّهُ به النَّاسُ إلى سبيلِ الارتقاءِ من عالمِ الحسّ الدنيويّ إلى عالم الرُّوح السَّماويّ. وإذا كان جبريل عليه السَّلام قد أتى الرَّسُول صلَّى الله عليه وسلَّم بالبُراق وصحِبَهُ إلى بيت المقدس، قبل العُروج نحو السماوات العُلى، فإنَّ للمؤمنِ ذي البصيرةِ المستنيرةِ بلطائفِ كتاب الله أن يسترشد وفق الطاقةِ بما يكتنزهُ من شريف المعاني وجليل الحكمة كي يسمو بنفسه الأمَّارة إلى معراج الطّاعة في درب الدِّين الحنيف.          
  وليس لنا أمام المعاني الحقيقيَّة للإسراء والمعراج في هذا اليوم الفضيل إلَّا أن ندعو إلى التَّواضُع والخشُوع في حضرةِ القُدرة الربَّانيَّة التي لها أن تُكرِّمَ المرءَ لِصحَّة دِينِه وديانتِه، ولصِدقه وإخلاصِه في امتثال الخصال الشَّريفة، والأخلاق الحميدة، والسَّجايا العفيفة. إنَّ من شأن الإخلاص في هذا القصْد السامي أن ينزعَ الإنسانَ من السُّقوطِ في التهلكة حين تتحكَّمُ به نوازع الظُّلم والمعاندة والانجراف البغيض في عتمات الهرْجِ والفِتَن. وإنَّه بقدْر ما ينهزم الإنسان إزاء نفسه بمخالفة روحِ الشَّرع، فإنَّه وبالقدْر نفسه يبتعد عن أنوار الحقّ وعن سبيل المعراجِ الأعظم، وهو الشوق إلى لقاء وجه الله بقلب سليم.           
إنَّنا إذ نستشعرُ قدرةَ الله العليّ العظيم، نسأله بتضرُّع وبرجاء وباسترحام وباستغفار أن يُلهم السياسيين في بلدنا مزيداً من التفاهم والتقارب للحفاظ على الوطن ومؤسساته وعيشه الفريد المشترك، وأن يشملَ الشعوب المقهورة بلطفه ورحمته الواسعيْن، وأن يكشف الغمَّة عن المستضعَفين اللائذين به، إنَّه هو السميع المجيب. بيروت في: 27 رجب 1437.          
الموافق 4/5/2016 م.