المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن للمغتربين بمناسبة عيد الأضحى المُبارك 2014

2014-10-04

بسـم الله الرحمـن الرحيـم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المُرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين      

 اخواني وأبنائي في بلاد الانتشار      لكن مني أطيب وأزكى السلام      قال تَعَالَى والفجر فالليالي العشر هي أوقات مُباركة استشعر معناها الموحِّدين منذ مئات السنين. أحيَوْها بذِكر الله تعالى، وبرياضات النفوس بالطاعة و التقوى، و بتغذية الأرواح بلطائف مقاصد الآيات، فكانت لهُم رحلة مثمرة تجدِّدُ في قلوبهم عهدَ الإخلاص في التّوحيد.     إنّ أهلَكُم في الوطن يحافظون على هذا الإرثِ الشَّريف، و يحتفلون بعيدِ الأضحى، ويستلهمون برَكَـةَ الأفاضل السابقين الّذين أخلصوا بقلوبهم و أعمالهم في الحفاظ على أصُول المسلك كما تقتضيه الحقيقة. ونحنُ، من هذا الضّياء، نتطلَّعُ إلى أحوالِكُم، ونسألُ الله تعالى أن يوفِّقَكم في كلِّ خيْر، وأن يُباركَ كلَّ سعيٍ ونشاطٍ لديكُم يهدفُ إلى إرشاد الناشئة إلى جمال الفضائل التوحيديَّة، ومكانتها الراسخة في تربية الشخصيَّة الإنسانيَّة المُحصَّنة من كلِّ سُوء. إنَّ التمسُّكَ بالقيَم الرفيعة التي يذْخرُها تُراثُنا هو توفيق من الله تعالى، وبَركَة تضيء حياةَ كلّ إنسان صادق في هذا السبيل. ونأمل ان يحتفل بهذه المناسبة كافة أبنائنا في بلاد الاغتراب والانتشار وهم في صحتهم وعافيتهم.        
تمنيّاتُنا لكُم في هذه الأيّامِ المبارَكَة أن يوفِّقَكُم الله عزَّ وجلَّ في نفوسكم وفيما بينكم، كي يكونَ للعائلةِ المعروفيَّةِ الكبيرة نهضتَها وازدهارَها ونجاحَها في كلِّ ما يخدمُ مبادئها العريقة التي تعرفون، وسرُّ هذا النجاح هو الإصرار الدائم على تحقيق الألفة والتعاضد بين كلّ الفعاليّات الناشطة لتكون مثالا يُقتَدى للجميع، ونبذِ الخلاف والتنافُر لأنّهما عاملان مخرِّبان لكلّ تطوُر مفيد. إنَّ التوحيدَ يعلِّمنا بأنَّ المحبَّةَ، على صفاءٍ من القلوب والنوايا، هي أساسٌ ضروريّ لتحقيق الأمور التي من شأنها أن تخدمَ أبناءنا، وتُهيِّئَ لهم مستقبلا واعدًا من دون أن يُضيِّعوا جوهرَ تراثهم الحضاريّ العميق.        
إنّنا على الدّوام نناشدُ أن نكونَ جميعًا يدًا بيَد، وقلبًا على قلب، لتكونَ تطلّعاتُنا ورؤيانا متقاربة، ومنسجمة، وواضحة، لأنّه بالتعاوُن والمشاركة والمشورة نتمكَّنُ إن شاء الله من تحقيق الكثير من آمالنا وطموحاتنا المشتركة.                    
إنّني أحبّائي، بهذا الرّجاء، و بهذه المحبَّة، و بنقاء هذا الإيمان، أتمنَّى لكُم عيدًا مُبارَكًا، وحياةً صالحة، وسعادةً حقيقيَّةً لا وهميَّة، أعاده الله سبحانه و تعالى عليكُم، وعلى أحبّائكم، وعلى أهاليكُم بالخَير و اليُمْن و البرَكة. وكل عام وأنتم بخير.