المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ٢٣ نيسان ٢٠٢٤ - 14 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن لعدد مجلة الضحى 1 تموز 2010

2010-07-01

بســـــــم الله الرحمن الرحيم      
 تؤسِّس الضُحَى في إصدارها الحالي لمرحلة جديدة في تاريخها. فهي تبتعد عن كونها مساحة إعلانية للمؤسسة وتنأى بصفحاتها عن المفاهيم الشمولية أو الدعائية لدور الإعلام، وتتحرَّر من الأطر الضيِّقة لأساليب التحكُّم الفكري. كل ذلك من أجل أن تلج منافذ واسعة من التفكير الخلاَّق والعمل النهضوي الرائد والبنَّاء.       
 تريد "الضُحَى" في وثبتها الحديثة أن لا تراوح في الميدان الكلامي، بل أن تجعل من الكلام واسطة لعمل العقل ووسيلة اتصال تسهّل تكوين فهم مشترك وصحيح للأزمات التنموية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والفكرية التي تعصف بمجتمعنا المعاصر، ليكون الكلام مُحرِّضًا للوعي بتلك التحدِّيات وواسطةَ اتصال بالناس بقصد إيضاح أسبابها وفهم إشكالاتها، وصولاً الى المحاولة الصادقة والجادَّة للتداول العقلاني بشأنها، وفي أفضل الحلول لاستيعابها.      
يبقى ما هو ثابت في روح "الضُحَى"، أعني الالتزام الرُّوحي والأخلاقي بالنظرة الى الوجود عامة، والى الرؤية الحكيمة خاصة، والعهد الذي أخذته على نفسها بالحفاظ على ما هو في صميم نشأة مجتمعنا وعناصر هويَّتنا التوحيديَّة من فضائل الإيمان وفرائضه وقيم الصدق والشهامة والعدل والحُريَّة والحقّ. هذه القيم التي بها يتحقَّق الإنسان في معنى عِلَّة وجوده، ليس فقط من حيث هو كائن فرد، بل من حيث هو أيضاً كائنٌ اجتماعي له من الحقوق ما له وعليه من الواجبات ما عليه.      
 سترقى "الضُحَى" بإشراف إدارتها المُتجدِّدة عن النزوع الى الفئوية أو الرؤى المحدودة المغلقة، وذلك باتجاه الفسحة الواسعة للعقل الجامع، وتطلُّعها لأن تجمع الشمل حول العمل المُنتج الخَيِّر، وأن تُوحِّد الجهود المخلصة لخدمة الناس في منافعها ومصالحها بما يُرضي الله والضَمير، وأن تسعى مُخلصة من أجل بلورة عوامل النهوض والحيوية والازدهار والتكافل الاجتماعي والتعاضد العائلي، وفقاً لما تُتيحُه لها قوّة الأفكار من إمكان، وما تُيسِّره لها أنوار جذوة الوعي من فعالية.       
 والله من وراء القصد أنَّه هو المسيعُ البصير.
مجلة الضحى 1 تموز 2010 
* * * * * * * * *