المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في المؤتمر الصحافي الذي عقدة في دار الطائفة نهار الأربعاء الواقع في 4/7/2012 لإعلان موعد انتخابات اعضاء المجلس المذهبي

2012-07-04

بســم الله الرحمن الرحيم استنادًا إلى قانون تنظيم شؤون طائفة الموحدين الدروز تاريخ 962006،
فإنّ صلاحيّات المجلس المذهبي بالغة الحيويَّة في حقل النهوض والتنمية والتطوُّر لطائفتنا العزيزة في كلّ المجالات. فالمجلس، كما نصّت المادّة 7 من القانون، "يتولّى إدارة شؤون الطائفة الزمنيَّة والاجتماعيّة والماليّة ومصالحها الدينيّة وتمثيلها في الشؤون العائدة لمهامه والسّهر على رفع مستواها والمحافظة على حقوقها". لقد كانت الولاية المنصرمة بحقّ ولايةَ التّأسيس والتّنظيم والخروج من نفق الآثار المؤذية التي خلّفتها سنوات الحرب في بنية مؤسّساتنا. يمكننا القول اليوم، إنَّ المرحلة الأصعب في تشكيل هيكليّات العمل، وما يتعلّق بها من وضع النظُم الداخليّة، ووضع آليّات الإنفاق والمحاسبة والرّقابة على أسُس شفّافة وسليمة وبالغة الدقّة قد انقضت. صحيح أنّ ورشة التأسيس وإعادة الانطلاق استهلكت منّا الكثير من الوقت والجهد، ولا يجب أن نُهمِل الأخذ بعين الاعتبار الجهود الدؤوبة لإعادة تنظيم القاعدة التوثيقيّة للأوقاف.هذه الاوقاف الوافرة عقارتها الضئيلة واردتها كون القسم الاكبر منها غير مستثمر ومعظم عقود اجارتها قديمة، ناهيك عن الإشكاليّات الناتجة عن المعوّقات البالغة التي أثَارَتهْا الوقائعُ المزمنة والقائمة على الأرض عبر عقود من السنين. واستناداً للمادة الخامسة عشر والسادسة عشر من القانون المذكور، وحيث تنتهي حكمًا ولاية المجلس المذهبي بانقضاء ستّ سنوات على تاريخ اكتمال انتخاب أعضائه، فإننا نُعلم أبنائَنا عن تعيين موعد انتخابات اعضاء المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدّروز نهار الأحد الواقع فيه 9 ايلول 2012. وبهذه المناسبة نتوجّه إلى كلّ إخواننا وأبنائنا بالدّعوة إلى المشاركة، والوقوف أمام الذات والضمير، شعورًا بالمسؤوليّة الكبرى الملقاة على عاتق كلّ فرد، ليكون الترشيح والاختيار مبنيّاً على أسُس الإخلاص والمعرفة والإلمام الموضوعيّ بواقعنا وما يتخلّله من مشاكل مزمنة. لتكون هذه المناسبة بمثابة صحوة الأمل، واستنهاض الهمّة للنخبة من ابناءنا، وتوطيد العزم على المضيّ قدُمًا في سبيل كلّ ما من شأنه أن يعزِّز عوامل النّهوض والتطوّر خدمةً لمجتمعنا من دون تمييز. إنّ هذه المؤسّسة الكبرى التي هي المجلس المذهبي هي دارنا جميعًا، والدّار تعمر بائتلاف ابنائها واتّحادهم مهما تنوّعت الآراء. ليكن هذا شعورنا، ولنتقدّم بنوايا صادقة، وقلوب مخلصة لينهض بيتنا على أسُس صلبة من التعاضد والقوّة الموحَّدة، ليس فقط خدمةً لمجتمعنا وعشيرتنا، بل لوطننا وأمّتنا، فالموحِّدون على مدى تاريخهم الحافل بالشهامة والمروءات، كانوا لوطنهم وأمّتهم الفئة الشجاعة بأخلاقها وبطولاتها دفاعًا عن الشرف والكرامة والحقّ، وستبقى بعونه تعالى هذه العشيرة حريصة على سلامة الوطن وسلمه وأمنه ووحدته.

الأربعاء في: 4/7/2012.