المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأربعاء ٢٤ نيسان ٢٠٢٤ - 15 شوال 1445
 كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الى كافّة الأبناء والاخوة في الولايات المتحدة الأميركية بمناسبة انعقاد المؤتمر الإغترابي الأول في لبنان،

2012-06-23

بســـم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

 
أعزّائي كافّة الأبناء والاخوة في الولايات المتحدة الأميركية، أهدي تحياتي وسلامي إليكم جميعاً، متمنياً لكم الخير والتوفيق والنجاح في أعمالكم، والصحة والعافية، لكم ولجميع أفراد عائلاتكم. وأحيّي جهودَ أسلافِكم، وجهودَكم ومثابرتَكُم التي جعلت هذا اللقاء السنويّ ممكنًا. آملاً أن تكون شجرةُ هذا النشاط مُثمرة، تأتي بالخير على أهلنا الأعزّاء أينما كانوا. ايها الاحباء: لا بدّ لي من أن أصارحَكُم، أنّنا على قناعةٍ راسخة بأنّ إخواننا في بلاد الانتشار لهُم حقّ كبير علينا في العديد من الأمُور. وعلينا أن نبحثَ دائمًا وإيّاكُم، عن سبُل تعزيز العلاقة بيننا، أعني بين ابناء الطائفة قاطبة في بلاد الانتشار، وبين البلد الأم، وتوليد فعاليّاتها في العديد من الحقول، وهذا هو هدفنا في مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، وما أنجزته اللجنة الاغترابية بانعقاد المؤتمر الإغترابي الأول في لبنان، سوى الخطوة الاولى، آملاً أن تكون التوصيات التي وضعت موضع عناية ومتابعة منّا جميعًا، ولن تضعف عزيمتنا بهذا الشأن إنشاء الله. إخواني وأبنائي الأعزّاء: نعم، نحنُ في الشّرق نُعاني من تعثُّر آليَّات النهوض الحديث. نحن نَعي ذلك، ونَعي أثرَهُ على فهمِنا المشترك لمختلف قضايانا، لكنّنا، نحفظُ في قلبنا وفي وجداننا وفي عقلنا المفاهيمَ الرّاقية والحضاريَّة جدّا لمعنى أن يكونَ المرءُ موحِّدًا. ولا أعني هنا حصرًا الالتزام الدينيّ، ولكن أعني الأبعادَ الثقافيَّة الكبرى، والقِيَمَ الإنسانيَّة الرائدة، والفضائل السّامية المزروعة في نفوس المخلصِين من بني معروف، والتي من شأنِها أن تكون لعائلاتنا وشبابنا وصبايانا المثال المُشرِّف، والذّخْر المبارَك، والسّنَد القويّ للنّفوس والعقول في هذا الزّمان الصّاخِب الّذي ينحدرُ فيه، تقريبًا، كلُّ شيء في منزلق العبَث والاستهتار والفوضى. أعزّائي، تأكّدوا أنّه، من هذا الباب، لا نميِّزُ المقيمين عن كلّ واحدٍ منكُم، بمعنى أنَّ مسؤوليّتنا هي البحث عمّا من شأنه تمتين أواصر المعرفة والتقارب والألفة بين كلّ الموحِّدين، ليس على قاعدة التّعصّب الطائفي، بل على الأساس الرّاسِخ للمعنى الإنسانيّ الرّاقي، والموحِّدون لهُم في كلّ حضارةٍ إنسانيَّة رمزٌ ومبادئ جليلة، وإيماننا عميق بأنّ الثقافة التوحيديَّة هي فسحة إنسانيَّة شموليَّة شرط أن نرتقي بمسالِكنا ونوايانا ومعرفتنا إلى الحدِّ المقبول من مستواها الأرفع، ونحن نؤكد أن الموحد يستطيع أن يكون موحدًا في أي مكانٍ، ونردد أن الله سبحانه وتعالى معينٌ من توجه إليه، ومنجي من استند عليه، لأنه حاضرٌ في كل مكان وزمان، وهو عادلٌ، عالمٌ، حاضرٌ، فما منه عاقةٌ في التوفيق، وإنما العلّةُ في عدم التوفيق هو من قبل الإنسان نفسه، لأن الإنسان إذا جرّد نفسه عن الشوائب، وصفاها من المعايب، وتوكل عليه حسب التوكل فهو يرحمه، ويرشدُهُ، ويعينهُ، لأنه معه حيث كان. أعزّائي، ليكن في عزيمتنا قناعةٌ أنّ ما من صعوبةٍ بإمكانها عرقلة مسيرة النّهوض. لنبحث في كلِّ مناسبةٍ تجمعنا عن الأمل، يعني عن كلِّ خطوةٍ إيجابيَّة من شأنها أن تعزِّز فعاليَّة اللقاء ومتابعته. أعلمُ أنَّ برنامجَ عملِكُم حافل، وأنَّ الرؤيةَ التي تخطِّط للمستقبل متميِّزة بأهدافها وطموحاتها وخاصة جهود المخلصين من اجل الثقافة التوحيدية، من اجل تطلّعات الأجيال الصّاعدة. أتمنّى لمؤتمركُم النجاح، ولخطواتكُم المزيد من الأفكار الملهِمة، والاندفاع الفعّال. فلنتطلّع إلى تجاوز كلّ العقبات بحكمة وثبات، نحو المزيد من التعاون المثمر، والمشاركة المنتِجة، فإنّه بمثل هذه النوايا الخيِّرة نجد كلّنا الطريق إلى التّوفيق والفلاح، وعلى أمل اللقاء، الى اللقاء.
بيروت في 13/6/2012  لمشاهدة الفيديو انقر هنا