المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
أمام التطورات والظروف الدقيقة والخطيرة التي توحي بشرخ بين أبناء الوطن الواحد أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالتصريح التالي:

2011-01-22

 بيروت في: 22/1/2011. 
أمام التطورات والظروف الدقيقة والخطيرة التي توحي بشرخ بين أبناء الوطن الواحد، ونظراً لحساسية مرحلةٍ بلغ فيها تشكيك الأطراف اللبنانيين ببعضهم ذروته، كان لا بد من موقف حازم وحاسم مع المحافظة على التواصل ما بين الأفرقاء ويمنع انقطاع سبل التفاهم والحوار والتلاقي، ويجهد سعيًا لحلول جامعة وطنية، فكانت مواقف الزعيم وليد بك جنبلاط واضحةً في هذا السياق حيث أعلن وقوفه إلى جانب سوريا والمقاومة، فهذا تاريخٌ عريق لن يمحى، وهو حاضرٌ يدعّم بالعمل المشترك، ومستقبلٌ يُبنى لحفظ كرامة لبنان وسلمه الأهلي، ولحفظ مناعة الأمة وعزتها وحقوقها. وحيث أن الأمور والتطورات أملت ما أملته على مختلف الأفرقاء السياسيين في لبنان، فإننا ومن موقعنا الديني والوطني العام، نذكر أن طائفة الموحدين الدروز لم تكن يومًا إلا في طليعة المقاومين ضد مشاريع الاستعمار والاحتلال ، وأبناء الطائفة حملوا دوماً لواء الدفاع عن الثغور منذ الفتوحات الإسلامية وحتى يومنا هذا، وليس غريبًا على طائفتنا أن تعيد تأكيد مواقفها اليوم إلى جانب خط المقاومة وإلى جانب الخيار العربي الواسع الذي تمثّله دول شقيقة، وفي مقدّمهم سوريا التي كان لطائفة الموحدين الدروز معها محطات نضال وتاريخ مشترك. ولا يسعنا اليوم إلا أن نجدد النداء إلى اللبنانيين كافة، مسؤولين رسميين وسياسيين وحزبيين ومواطنين، بأن يحسنوا قراءة التحديات لكي يدركوا خطورتها، وأن يعلموا أن لا طريق إلى نجاتنا جميعًا من براثن الفتنة إلا بالتفاهم والوفاق والتوافق والحوار، وأن يعملوا جاهدين لتقريب المسافات في ما بينهم ومنع أي تداخلات سلبية عليها، ونؤكد على أسس التعاون والتعاضد وعلى مفاهيم الحوار والتفاهم وعلى صوت العقل والحكمة سبيلاً وحيدًا إلى النجاة، ونشدد في هذه الظروف التاريخية على أهمية التلاحم الإسلامي والوطني صوناً للسلم الأهلي، ومنعاً لأي محاولات من أعداء الوطن والأمة لتمزيقنا شتاتًا متناحرين. وأن نُبقي جميعًا الأبواب مشرّعة للمساعي الحميدة والمشكورة الهادفة إلى الوصول إلى تسوية مشرّفة عادلة للجميع تمنع إلغاء طرف لآخر أو عزل طائفة لأخرى. على أمل بأن تحمل الأيام المقبلة بشارات توافقٍ واتفاق تريح اللبنانيين كافة وتبدد هواجسهم وتؤمّن سير مؤسسات دولتهم على السكة الصحيحة وتحفظ استقراره، نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يلهم الجميع الوعي والحكمة والبصيرة، وعلى الله الاتكال دائماً وله الحمد.