المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ٢٣ نيسان ٢٠٢٤ - 14 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة عيد رأس السنة الهجرية 2010

2010-10-25

لمناسبة عيد رأس السنة الهجرية وجه سماحة شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ نعيم حسن كلمة جاء فيها:
 
بســــم الله الرحمن الرحيم   الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسَلين، وآله وصحبه أجمعين، إلى يوم الدّين، وبعد : "إنّها لذكرى عظيمة، وموعد مع وقفة متجدِّدة لمعنًى جليل هو الأوّل من محرّم المكرَّم، يوم سطع نجمُ ﴿خير أمَّةٍ أُخرجت للنَّاس﴾ (آل عمران 110) فأشرقت بأنواره مساكن المعاني التوحيديَّة في القلوب، وباتَ الإسلامُ الحنيف في كنف "دولة" يرعاها النبيُّ ومن حوله المهاجرين والأنصار، يجابهون الشّرك، ويأمرون بالمعروف، وينهَون عن المنكَر، ويؤمنُون بالله الواحد الأحد الّذي بتوحيدِه يُستضاءُ سبيلُ التّوبة والهداية إلى الحق. ومن معاني الهجرةُ النبويَّة التي يتوجّب علينا الوقوف مليّا أمام دلالاتها، معنى الثبات على موقفٍ يُمليه الإيمان، ويوجبُه الوقوفُ صفّا واحدًا كالبنيان المرصوص أمام عبث الباطل ومكائد المفسِدين، ما يتطلَّبُ منّا الإنابة إلى تهذيب النَّفس، وإلزامها التحلِّي بالأخلاق السامية، والأدب الرفيع، والسجايا الحميدة فيكون لنا ثمرة النعمة الكبرى وهي جمع الشمل، وائتلاف الكلمة، وتحصين الأمّة ضد كلّ انصداع بين أبنائها وفتن بغيضة. وأضاف، "نحن علينا أن نشهدَ ونستشعر ونقتبس من المُثُل العُليَا التي يتوهّج نورُها في المعاني الحقيقيَّة لهذه المناسبة العظيمة، ولا يسعنا إلاّ أن نذكِّرَ بسموّ الفضيلة وعلوها بالحسنى فوق كلّ خِيار آخَر. لهذا، فإنّ ما يتوجّب علينا أن نفعلَه هو أن ندعو الله بقلبٍ ينشد الإخلاص في دعائه، أن يُلهمَ القيادات الوطنيَّة سبيل الألفة، والشجاعة الأدبيَّة الفاضلة، للعبور ببلدنا من مآزق التعطيل، والنزاعات، والتقاذف بالكلام المولِّد لمشاعر النفور والبغضاء، وإلى القناعة الراسخة بنهج التحاور والتعاون، والتزام الصدق تحت الشعار الذي تشكّلت به الحكومة وهو الوحدة الوطنيّة وخِيار الوفاق، وهذا يقتضي الحفاظ على اجتماع الأقطاب حول طاولة الحوار مهما كانت الأسباب التي يراها البعض مانعة، لأن في مبدأ اللقاء في حدّ ذاته جدوى للبلد وللناس هي أكثر نفعًا من الانقطاع والتباعد والتراشق العقيم بالتصاريح من على وسائل الإعلام. كما يجب الحفاظ على دورة عجلة الحُكم بالحفاظ على انعقاد جلسات المؤسّسات الدستوريّة الحاكمة في مواعيدها، فالديموقراطيَّة، مهما ابتكرنا لها من مسميات، هي النقاش وتبادل الرأي والتزام الشورى وصولاً إلى خدمة المصلحة العليا للوطن. وختم،" لقد استطاع المسلمون الأوائل باتّحادهم، وكانوا كالبنيان المرصوص يشدّ بعضُه بعضًا، أن يرفعوا راية التوحيد في أرجاء العالم القديم واضعين الأساس السليم لحضارةٍ راقية حملت أمانة الحقّ والخير والمعرفة، وبالتالي، أمانة الحضارة، مئات السنين. نضرع إلى الله تعالى أن ينير أبصارنا مستذكرين نعمته وجزيل بركاته في معاني هذا التاريخ الجليل، سائلينه سبحانه أن يعيده على أمّتنا بالعزّة والخير والفلاح، وعلى وطننا بالمحبة والسلام والفرَج، وعلى كافّة المسلمين باليُمن والتوفيق والبركات، إنّ ربّي جل اسمه كريم رحيم".