المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن 5/8/2010

2010-08-05

بسم الله الرحمن الرحيم  والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين         
 
من حكمة الخالق أنه جعل الناس شركاء بعضهم في السراء والضراء وعلاقاتهم مبنية على قواعد الاحترام والتعاضد والمؤازرة والمشاركة وتبادل الخدمات والمنافع، وحياتهم أخذ وعطاء، وتسليف ووفاء، وعادات وتقاليد، وليدة القيم والمفاهيم التي تحدد الواجبات وتعزز التعاطف الاجتماعي وتمتن أواصر العلاقات.          
اليوم تسير المديرية العامة للمجلس المذهبي قدماً على صعيد تفعيل العمل الإداري بما يُيَسر تنفيذ خطط اللجان في هذه المؤسسة التي أرادها معالي الأستاذ وليد بك جنبلاط وأردناها مؤسسة جامعة لكل أبناء الطائفة بدون تفريق أو تمييز، تُطَوِر مجتمعنا وعشيرتنا وتساهم في دعم عوائل الشهداء والحالات الاجتماعية الخاصة وبهذا نلتقي مع مؤسسة الأمير الوليد بن طلال طمعاً في حب الله. فإذا أحبَّ اللهُ عبدًا ألهمَه بذْلَ اليمين في الخير، وفتِّحت له أبوابُ التحقّق في المعاني الإنسانيَّة الأسمى. فكيف إذا باتَ هذا البذلُ مسارَ حياة، وفِعلَ إيمانٍ ثابت، ومنهجًا راسخًا يحدِّد، بالعمل الزكيّ الدؤوب، معالم مُشرقة في كيفيّة بناء الأوطان، وتعزيز روابط الألفة والصداقة بين كلّ أبنائه، والسموّ بمفهوم العطاء فوق كلِّ اعتبارات فئوية أو مصالح آنيّة.         
  اليوم نوجه رسالة محبّة وتعاون إلى أبناء البيتِ اللبنانيّ الواحد الذي لا نريده منقسما إلى منازل، بل نريدُ لساكنيه أن يبقوا في فسحة انفتاح العقول والقلوب والإرادات لتثبيت أركانه، وتمتين بنيانه، ليكون بصلابة أرزه وجباله صامدًا بوحدته أمام كل العواصف.          
وتأتي هذه المناسبة وفي أجواء إقليمية تسودها الغيوم قبل فصل الشتاء، أن جميع اللبنانيين مدعوون إلى تمتين أواصر الألفة واعتماد لغة الحوار والتفاهم وتوحيد المواقف والاستفادة من الالتفاتة العربية الكريمة التي أكدت دعم لبنان ووحدته واستقلاله وإحلال السلام في ربوعه. وأننا إذ نواسي الجيش اللبناني والصحافة بسقوط شهداء في صفوفهما فإن ما حدث في الأمس القريب يؤكد وجوب وقوف لبنان جيشاً وشعباً ومقاومةً في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
بيروت في: 5/8/2010.