المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢٨ آذار ٢٠٢٤ - 18 رمضان 1445
تصريح سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة انعقاد المؤتمر الدرزي 

2010-07-19

بسم لله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه الطاهرين الطيبين وعلى أولياء الله الصالحين

 
سلام ينبع من القلب لكل إخواننا وأحبائنا وأهلنا الكرام، نرحب بكم ترحيباً حارا في وطنكم لبنان، وبين إخوانكم أهل التوحيد والعرفان، فانتم أهل البقاء والصمود في زمن صعبٍ تكابدون فيه بين الوفاء لمسيرة التاريخ، وبين الواجب لتامين لقمة العيش الكريمة، فانتم في فترة فاصلة بين امل عُلِّق على الأمم المتحدة، وبين واقع يذرف الدمع وينزف الدم على قضية عربية ووطنية. يكتسب مؤتمرنا الاغترابي الدرزي الأول في لبنان أهمية استثنائية، فهو يشكل مناسبة جامعة للم الشمل بين أبناء طائفة الموحدين الدروز في لبنان وخارجه، بهدف التفاعل والتواصل وتوحيد الرؤيا حول القضايا الوطنية والعربية والدولية، وحول شؤون وشجون الطائفة المعروفية. إلا أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية مضاعفة من خلال مشاركة أهلنا وإخواننا من فلسطين المحتلة في أعماله، وهي سابقة أولى من نوعها، بما يكرس حركة التواصل السياسي التي أطلقها الأستاذ وليد جنبلاط من سنوات في لقاءات عمّان وقبرص وتركيا وسواها، والتي تصب في إطار تثبيت هوية أبناء الطائفة، وهي الهوية الوطنية العربية التي ترفض الانصياع للاحتلال الإسرائيلي، وتتمسك بموقعها التاريخي والطبيعي من خلال رفض الخدمة العسكرية الإلزامية وإجراءات عديدة أخرى تريد سلطات الاحتلال فرضها بالقوة على الموحدين الدروز. إن هذه المشاركة المهمة والاستثنائية من فلسطين المحتلة لها دلالاتها ورمزيتها الخاصة لأنها ستشكل منطلقاً لمرحلة مقبلة من التعارف والتنسيق والنضال المشترك لإحقاق الحق الفلسطيني عبر قيام الدولة المستقلة الحرة وعاصمتها القدس والتأكيد على كل الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة الأخرى. كما أن مشاركة وفود الموحدين الدروز المغتربين هو مناسبة في غاية الأهمية لتعزيز قنوات التواصل والتفاعل بين المقيمين والمغتربين ولفتح باب النقاش حول عناوين تهم الوطن وطائفة الموحدين الدروز سيصدر في ختامها توصيات نهائية تكون محل متابعة وتنفيذ بما يخدم المصلحة العامة ومصلحة الوطن ومصلحة الاغتراب ومصلحة الطائفة الدرزية. لقد كانت طائفة الموحدين الدروز في كل المحطات التاريخية الكبرى إلى جانب الحق في مواجهة الباطل والى جانب الحرية في مواجهة الانتداب والاحتلال. والى جانب المقاومة في مواجهة اغتصاب الأرض، في فلسطين المحتلة والجولان ولبنان وكل المواقع الأخرى. إن طائفة الموحدين الدروز ستبقى بعونه تعالى في موقعها العروبي المقاوم، وستبقى في طليعة القوى التي ترفض الظلم والخضوع وترفع الرأس لصد العدوان والصمود والتصدي.
19-7-2010