المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في مؤتمر امريكا 11-7-2010

2010-07-11

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين


إلى أبنائنا الميامين في الولايات المتحدة الأميركية، ابعث لكم من وطنكم لبنان باسمي وبخدمتي لمقام مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ازكي السلام وأطيب التحيات متمنياً لكل فرد منكم ولعائلاتكم الكريمة دوام الصحة والعافية والتوفيق، آملاً ان يكون لقاؤكم ناجحاً وموفقاً ، وان نراكم عن قريب بخير وسلامة. يا أبناءنا الأفاضل، وصيتي الأولى دائماً ان تكونوا أوفياء للأرض التي تعيشون عليها وتنعمون بما رزقها الله من خيرات كما انتم أوفياء لأهلكم ووطنكم الأم. ونحن بعونه تعالى ومن خلال اللجنة الاغترابية ومعتمدي مشيخة العقل سنعمل على التواصل معكم ومع جميع أبنائنا في أنحاء الاغتراب للحفاظ على العادات والتقاليد الروحية بمسلك التوحيد وهذا يتطلب تضافر الجهود بين المقيم والمغترب. واعلموا يا أحبائي ان الله سبحانه وتعالى أوضح لنا سبيل الحق وأنار طرُقَه فمن شغل نفسه يغير نفسِه تحيّر وارتبك، وما احل لنا أكثر مما حُرّم علينا وهو المتكفل بالأرزاق، فبادروا إلى العمل، وخافوا بغتة الأجل، ولا تأخذوا بأفكار من هنا وهناك ولا تبتدعوا. فان الدهر يجري علينا وعلى أبنائنا كما جرى على أسلافنا. ولا يرجى من رجعة العمر، ما يرجى من رجعة الرزق. وعلى الإنسان ان يعلم: أعَمَلُهُ عليه أم له " من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره". والعامل بغير علم كالسائر على غير طريق، ولكل عمل نباتاً وكل نباتٍ لا غنى له عن الماء. وما طاب سقْيُهُ طاب ثمرُهُ. فمنابع الحق والفضيلة والحمدلله متفجرة في أصولكم فلا تبخلوا منها لان الإنسان معجون بطينة الألوان المختلفة والأضداد المتعادية. ولكن ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه. إخواني، ان الجيل الجديد من الشباب والشابات والأطفال ينمو مع شبكة الانترنت بدون توجيه دقيق لكن الفضائل هي الفضائل والأخلاق هي الأخلاق والوطنية هي الوطنية في كل بلد وفي كل زمان ومكان والتربية للصغير كالنقش في الحجر فانتبهوا إلى تربية أولادكم. لن أطيل. دعائي يحرسكم الله بعنايته ويمدكم بحكمته ويغمركم بنعمته فهو لا يُحصي نعماءه العادون، لا يبلغ مدحتَه القائلون. انه على كل شيء قدير، انه السميع المجيب، على أمل اللقاء إلى اللقاء.
2010/6/17