المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حســن إلى ابنائنا في كندا في مؤتمر الجمعية الدرزية الكندية 

2010-05-24

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

 
الحمد لله، الذي أمرنا بالبر والإحسان ونهانا عن الإثم والخسران، وهدانا إلى جوهر الإيمان. إلى أبنائنا الميامين في كندا، احمّل لجنتنا الاغترابية الكريمة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز أطيب التحيات لكم، متمنياً لأشخاصكم وأفراد عائلاتكم دوام الصحة والعافية، آملاً ان يكون لقاؤكم مباركاً وموفقاً، ونجاحكم مؤكداً وان نراكم في وطنكم لبنان بخير وسلامة. يا أبناءنا الأفاضل، انتم في بلاد كريمة، انعم الله عليها بخيراته، وصيتي ان تكونوا ابناءً للأرض التي تعيشون عليها كما انتم ابناءً لوطنكم الأم، وهو سبحانه المتكفل بأرزاق الناس، لكنه أمرهم بالعمل، فلا تضيعوا أوقاتكم بمنازعات يستغنى عنها، فما فات اليوم من الرزق رُجيَّ غداً زيادتُهُ، وما فات امسِ من العُمْرِ لم يُرْجَ اليوم رجعتُهُ. واعلموا ايها الإخوان ان الحمد لله واجب في كل لحظة من حياتنا فهو المقسّم لأرزاقنا والحاصي لأعمالنا، يعلم خائنةَ أعيننا وما تخفي الصدور، من توكل عليه كفاه ومن سأله أعطاه ومن شكره جزاه. أيها الأعزاء، تحلّى أبناء طائفتنا الكريمة بالصفات النبيلة والأخلاق العالية منذ غابر العصور والزمن، واجتمعت كلمتُهم بالتعاضد والتكاثف والتعاون وحب الإخوان لكننا مع الأسف نلاحظ قوتها أثناء الصعاب والمحن. وينسى البعض منا انه بالشكر تدوم النعم. ومن أقوال الحكماء: ما أحسن الإنسان ان لا يخطئ، وإذا اخطأ فينتفع كثيراً إذا علم بأنه اخطأ، ويحرص بان لا يعاود إلى الذنب والخطأ. وقيل الإقلال من المضار أفضل من الإكثار من المنافع. يا أبناءنا الأفاضل، تمنياتي ان يبقى في أعمال مؤتمراتكم برامج متمسكة بعاداتنا وأصولنا التوحيدية العريقة، وان تبقى عائلاتكم تغرس في نفوس أبنائكم الثقافة التي وَرِثوها عن أسلافهم، والمفهوم الصحيح عن مذهبهم، لكي لا يختلط على أبنائنا وأحفادنا مفهومنا الوطني لكي لا تتحول اللقاءات إلى حفلات صاخبة. فالجيل الجديد من الشباب والشابات والأطفال ينمو مع شبكة الانترنت بدون توجيه دقيق . وإنما الحرية لا تعني التحرر من الضوابط المهنية والأخلاقية والابتعاد عن الرسالات التربوية النبيلة لكن الفضيلة تبقى الفضيلة والأخلاق هي الأخلاق يجب التمسك بها في كل زمان ومكان. نسأله تعالى ان يهدينا جميعاً إلى الصراط المستقيم مرددين اللهم خذ بنواصينا إلى الحق وقدرنا على إتباعه والدرء لعكسه واجتنابه، على أمل اللقاء إلى اللقاء.
24-5-2010