بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية، أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، بالكلمة التالية: الصلاة والسلام على أشرف المرسلين. وآله وصحبه أجـمعين. إلى يوم الدين. إنها ليلة مباركة يستحضر فيها المؤمنون إشراق بدر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة حيث تأسّست اللبنة الأولى للأمة التي شاءها الله سبحانه وتعالى وسطى (لتكونوا شهداء على الناس). وحقٌّ علينا أن نقف مستشعرين هذا المعنى الجليل بالذكر، والدعوة إلى امتثال صفاء القلوب الأوَّل، والتجرُّد من نوازع النفس الأمّارة سعيًا إلى تحقيق فضيلتها، لأنه بهذا استأهلَ المسلمين الأوائل التوفيق من الله سبحانه وتعالى فقال بكرمه وحسن منَّته (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [آل عمران:110]. إنَّه بتوحُّدِ الأمَّة حول حقيقة فضائلها ومُثلها، وبذل الهِمَم سعيًا إلى نهضةٍ ترتقي بالعقول والنفوس إلى إصلاح الحال، واستلهام معاني الرسالة التي شاءها الله تعالى "صراطا مستقيماً، تحقِّقُ الأمَّةُ ما تصبو إليه من إمكان العدالة والحرِّية ونصرة الحق. إنَّها ليلة للصلاة والاستبصار والدعاء والحمد، ندعو الله سبحانه وتعالى فيها أن يلهمَنا تقوانا، ويسدِّدَ خطانا، ويوفِّقنا إلى ما فيه الخير والصلاح. نسأله جلَّ وعزّ أن يردَّ عن وطننا كيدَ الأعداء، وأن يثبِّتَ إرادةَ اللبنانيين على صون وفاقهم ووحدتهم. كما نسأله أن يجمعَ أمَّتنا بالحقّ، وينصرَها على الباطل، إنه هو السميع المجيب. بيروت في: 17/12/2009