المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
تصريح سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن حول تأليف الحكومة بتاريخ 22-10-2009

2009-10-22

بيروت في: 22/10/2009 أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالتصريح التالي: يتطلع اللبنانيون بأمل وتفاؤل لأن تخرج حركة المشاورات والاتصالات السياسية الجارية حالياً بنتيجة طال انتظارها وهي تأليف الحكومة العتيدة التي تنتظرها جملة من التحديات الكبرى على المستويات المختلفة تحتم الخروج السريع من المراوحة السياسية في هذه المسألة الهامة. من هنا، فإننا نتوجه إلى كل الأطراف السياسية بضرورة الترفع عن الحسابات الضيقة والخلافات والتجاذبات وتقديم التنازلات المتبادلة في سبيل المصلحة الوطنية وفي سبيل الانطلاق نحو مرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيسي إعادة بناء الثقة التي تصدعت خلال المراحل الماضية بفعل الانقسامات والاصطفافات الحادة. إن اللبنانيين مدعوون للاستفادة من المناخات الايجابية التي تولدت بعد القمة السورية – السعودية في دمشق، لا سيما أن سوريا والمملكة العربية كانتا تشكلان الغطاء العربي لاتفاق الطائف الذي أصبح جزءاً من دستورنا. أن مناخات التقارب العربي- العربي لطالما شكلت دعماً عربياً للبنان من دون أن يعفي ذلك طبعاً كل القوى اللبنانية من الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية. إن التهديدات المتواصلة والخروقات الإسرائيلية شبه اليومية للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 وآخرها كان تفجير أجهزة التجسس. نؤكد بما لا يقبل الشك أن هذا العدو لن يتوانى عن تعدياته ضد لبنان واللبنانيين في أي فرصة سانحة وهذا يفترض أن يشكل حافزاً إضافياً للإسراع في عملية تأليف الحكومة برئاسة الشيخ سعد الحريري لا سيما أن اللبنانيين مجمعين على ضرورة مواجهة هذا العدو الشرس الذي يتربص للبنان من عقود طويلة. كما أن الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتفاقمة تتطلب اتخاذ قرارات جريئة تؤدي في نهاية المطاف إلى الإنماء المتوازن وتنمية الريف ورفع الحرمان عن العديد من المناطق، وتتيح تفعيل القطاعات الإنتاجية وزيادة فرص العمل والحد من البطالة. إن الضائقة الاقتصادية تطال كل الشرائح الاجتماعية بمعزل عن انتماءاتها السياسية أو المناطقية، وهي قادرة أن تكون واحدة من الأمور التي تخرج عن دائرة الخلافات والانقسامات. ختاماً، ولمناسبة قرب الاحتفال بيوم الأمم المتحدة، فإنه لا بد من التأكيد على دور هذه المنظمة الدولية في حماية السلم العالمي، والتشديد على ضرورة وقوفها إلى جانب الشعوب الضعيفة من خلال تطبيق القانون الدولي والمواثيق والأعراف واحترام شرعة حقوق الإنسان، وهذا ما تنتهكه إسرائيل يومياً سواءً في لبنان أم في فلسطين عبر سيطرتها بالقوة على القدس وانتهاكها للحرمات الدينية في المسجد الأقصى وهدمها للبيوت وإصرارها على التوسع الاستيطاني غير الشرعي. إننا نتطلع إلى الأمم المتحدة على أنها حامية الشرعية الدولية ومظلّتها الأم التي تنصر الضحية على المعتدي، وتقف إلى جانب الحق والحقيقة كما هي وليس وفقاً للمصالح والحسابات الدولية وصراعات لعبة الأمم.