أهلنا الأعزّاء، إخواننا وأبناءَنا الكرام في الأرجنتين نوجه لكم التحية والسلام من وطنكم لبنان. في أواسط الستينات زارنا احد أبنائنا المغتربين الذين هاجروا إلى الأرجنتين في أوائل القرن الماضي وحدثني عن تلك البلاد وما تنعم به من خيرات، كما اخبرني كم كان يكابد المهاجر من عناء السفر. والثابت ان بلاد الأرجنتين الكريمة كانت من أوائل البلدان التي هاجر أبناؤنا إليها. هذه الهجرة تحولت إلى بلدان أخرى منذ خمسين عاماً تقريباً وضعف التواصل بيننا وبينكم وها نحن اليوم نطل عليكم ومن خلال رئيس لجنة الاغتراب السيد كميل سري الدين وأعضاء اللجنة الكريمة بعد إنشاء المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بحلته الجديدة بجهد متواصل من القائد الوطني الكبير الأستاذ وليد بك جنبلاط. يطيب لنا أن نخاطبكم أيها الإخوة والأبناء، وأنتم شريحةٌ كريمةٌ من الوطن الأمّ ومن طائفة الموحّدين الدروز التي نفخرُ بالإنتماء إليها، ونحمده تعالى على ما نحملُه من تراثها وتاريخها وقيمها ومبادئها عبر مئات السنين، وقد كان لبني معروف الموحّدين وقفاتُ مجدٍ وكرامة ومحطاتٌ لامعةٌ في أوطانهم تزخرُ بالبطولة والشهامة والعنفوان، كما كان لشيوخهم ورجالهم ونسائهم صفحاتٌ مليئةٌ بالتقوى وعمل الخير والأريحية. أيها الأهلُ والأحبَّة، إنَّ اغترابكم عن الوطن يجب ألاّ يعني اغتراباً عن الانتماء والقيم المعروفية، إنّه اغترابٌ بالجسد وموضع السكن والعمل، وليس اغتراباً بالفكر والقلب والهويّة، لذلك فأملنا ان تبقى قلوبكم مليئة بحب الأهل والوطن وأفكاركم متعلقة بالتوحيد والتراث، وما دمتم تحملون معكم الملامح اللبنانية في الكفاح والانفتاح والريادة، وتُمثّلون بذلك أبهى صورة للإنسان اللبنانيّ المغامر والطموح. أيها المغتربون الأعزّاء، رسالتُنا إليكم أن تكونوا دائماً مثالاً في العمل والجديّة والمحبة والتضحية، وان تكونوا أوفياء للأرض التي تعيشون عليها وتتغذون من مياهها وثمارها، لكن أيضاً يجب أن تتذكّروا أن جذوركم العربية واللبنانية والمعروفية راسخة في بلادكم، وعليكم أن تحافظوا عليها بإيمانكم وبتماسككم الاجتماعي وبتعاونكم وبنشاطكم وحيويتكم، وبتواصلكم الدائم مع أهلكم ومع قضايا وطنكم الذي أنتم جزءٌ منه وهو جزءٌ من اهتمامكم وهمومكم، وبأن تكونوا، كما كان أجدادكم وآباؤكم عنواناً للصدق والأمانة والشهامة والفضائل والمعروف، وألاّ تنسوا بأن طائفتكم بحاجة إليكم والى غيرتكم، وكذلك وطنكم الذي لا غنى لكم عنه مهما طالت المسافات وتطوّرت الحياة.ان وحدتكم وتعاونكم باخلاص وتجرد هما أساس نجاحكم. أيُّها الموحِّدون الدُّروز، يا بني معروفَ الأحبّاء. إنّ مشيخة العقل وإخوانكم في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز يتطلّعون الى علاقةٍ متينةٍ مع جميع أبناء الجالية الدرزية في الأرجنتين ويأملون التواصل ومدّ يد التعاون والعمل معاً من أجل نهضة مؤسساتنا ومجتمعنا وتقوية عناصر وجودنا في الوطن وفي بلاد الاغتراب. لقد تطورت هذه الأيام سبل المواصلات ولا بد من جهود كبيرة للتعويض عن انقطاع التواصل فيما سبق ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم. الهمة همتكم أولاً وسنحاول بعونه تعالى تقديم المساعدة الممكنة. وها نحن نضع أمامكم موقعنا الالكتروني للتواصل السريع: www.mouwahidoundruze.gov.lb البريد الالكتروني: [email protected] ان مندوب مشيخة العقل يجب ان يتواصل معنا وان يزورنا وان يحصل على موافقة جديدة من قبلنا ويتابع عمله وتعليماته من خلالنا. أما بقية الشؤون فتترك للجنة الاغتراب التي تزوركم اليوم. وفّقنا الله وإياكم لما فيه خيرُ أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بيروت في7/10/2009. شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز رئيس المجلس المذهبي      الشيخ نعيم حسن         لمشاهدة الفيديو انقر هنا