المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
تصريح سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في موضوع الزواج المدني خلال لقائه رئيس اللجنة الدينية ووفد الهيئة الدينية في المجلس المذهبي 27/2/2013

2013-02-27

تصريح سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في موضوع الزواج المدني خلال لقائه رئيس اللجنة الدينية ووفد الهيئة الدينية في المجلس المذهبي
بيروت في: 27/2/2013       

 أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على اثر استقباله رئيس اللجنة الدينية وعدداً من الهيئة الدينية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بالتصريح التالي:       
  يُثارُ الجدلُ مجدَّدًا حول موضوع الزّواج المدنيّ في لبنان بحيث يُصوَّرُ الأمرُ وكأنَّه صراعٌ بين مواقع التّزمّت من جهةٍ، وبين طلائع المدافعين عن حرّيَّة المجتمع المدنيّ من جهةٍ أخرى.    
 إنّنا ومع علمنا ان حتمية التغيير صفة ملازمة للشعوب غير ان اي تطور مقبول ضمن حدود الشرع، وبالنسبة لطائفتنا التوحيدية من الواجب الا ننسى المحافظة على تراثنا المعهود وصيانة أبنائنا من السهو عن التقاليد الشريفة التي سار عليها الأجداد بل ونحثهم على التعلق بأرضهم وعاداتهم الأصيلة ذات الجذور المتينة السارية في قلب الأرض الخصبة.      
ان استقرار الأسرة وصلاحها وقيامها على قواعد سليمة، يؤسس لمجتمع آمن ومتطور ومستقر، ومن هذه القواعد تنظيم الزواج وفق ما شرعه الله سبحانه وتعالى في الرسالات السماوية الخالدة. وعقد الزواج من أسمى العقود وأشرفها، ويجب ان يبقى مميزاً عن سائر العقود، وان مفهوم الزواج خارج المباركة الروحية يؤدي بحكم منطقه التأسيسي الى تشريع عقود منافية لغابات الزواج الطبيعي ذاته كما شرعته الكتب السماوية.      
إنّنا، بحُكم موقعنا ومسؤوليّتنا، وبحكم ما نصّ عليه الدستور من مبادئ من بينها احترام أنظمة الأحوال الشخصيّة، نرى من واجبنا تقديم النّصح لأبنائنا بأنَّ الإقدام على الزّواج هو أمر تأسيسي للنواة الأخلاقيَّة التي بها تبنى العائلة، وبالتالي المجتمع، مشددين على وجوب أن تكون هذه الخطوةُ عزيزةً مباركةً، تبدأ بالمباركة الروحية للزواج، أملاً في الوصول به الى الغاية الاسمى، وهي الإنجاب والتربية ، وهذه كلّها يعضدها التماسك العائلي، والأعراف الخُلقيّة، والأصول الاجتماعية.         
لكل ذلك، وانطلاقاً من أن الزواج سرّ من أسرار الخالق في شؤون خلقه، فإننا نعارض الزواج المدني ونرى ان الغاء الطائفية السياسية ووضعها في دائرة التطبيق العملي يتمّ بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغائها دون ربطها بأي موضوع، هو المدخل الحقيقي للدولة المنصفة بين ابنائها.
* * * * * * * * * * *