المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن لأبنائنا في أستراليا 17-1-2009

2009-01-17

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجميـن
والحمد لله على ما منَّ وأنعم وجاد وأفاض وتكرَّم وطوبى لـمن سلك طريق مرضاته وعرف على الحقيقة فحوى كتابه  

  يا أبناءنا في استراليا،    
  نبتدئ بالسلام عليكم فرداً فرداً مقروناً بالسؤال عن صحتكم وسلامة عيالكم وما منحه الله من فضله عليكم.      وجئنا بهذه الرسالة الموجزة تحمل لكم الشوقَ الكثير، والاحترامَ والتقدير، لما سمعناه من أخبار طيبة عن أبناء جاليتنا في أستراليا من سعادة سفيرتها في لبنان، أخبار عن وفائكم للشعب الأسترالي المضياف، وللأرض التي تعيشون عليها التي لها حق عليكم وعلينا بالوفاء والإخلاص والاحترام. أخبارٌ تعكسُ المبادئ والقيم التي تربينا عليها، ونَهَلَها كل واحد منا من أب وأم وعائلة وقرية، تراثٌ عريق نفتخر ونتغنى به، إنه سر حياتنا ووجودنا، شاكرين دعوتكم للقائكم معتذرين ومحملين رئيس اللجنة الاغترابية في المجلس المذهبي السيد كميل سري الدين التحيات لكم، مكلفين إياه نيابة عنا بالسؤال عنكم وتفقدِ أحوالكم وتعزيزِ التواصل بيننا وبينكم.     
آملين منكم ولما نعهدَه في أشخاصكم الكريمة، الزيادة والحرص في تربية أبنائكم على عاداتنا وتقاليدنا الأثيلة، حتى إذا وعدوا وفوا وإذا حدثوا صدقوا، يجيرون المظلوم ويغيثون البريء، يدفعون بالحسنة السيئة، أصحاب مروءة ونخوة، سلاحهم الإيمان بالله ومحبة أنبيائه، تاجهم الأدب والفضيلة، ثوبهم العفة والطهارة، زادهم الكرم والجود والسخاء، مسالمون محبون للأمان والحياة. لم يكونوا يوماً دُعاة فتنة، ولم يضمروا السوء لأحد، متماسكون في الملمّات ونأمل أن يكونوا متماسكين في كل الأوقات، نابذين الاختلافات، يجتهدون بالعمل والجد والنشاط والطموح إلى الأفضل، ليصون كل واحد منهم عائلته ويبني مستقبله ويساعد أهله ووطنه.  
  أيها الموحدون،      
  صحيح أن الحياة صعبة مليئة بالتحديات،ولكن يبقى من أهم واجباتنا جمع الشمل وحفظ الأخوان وان ننشد وطن الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة.       
لا نُخفي عليكم أن المسؤوليات المُلقاة على عاتقنا في مشيخة العقل والمجلس المذهبي كبيرة ومتنوعة ولكننا والحمد لله نسير بخطى ثابتة وان كانت بطيئة وتبقى من القضايا الأساسية العالقة التواصل الروحي بين المقيم والمغترب بل التواصل في مختلف الأمور وهذا الأمر يحتاج إلى تنسيق الجهود بيننا وبينكم.    في الختام،        
عسى ان يكون تواصلنا دائماً من اجل خير مجتمعنا، الذي نأمل ان يسوده الوعي والحكمة والكلمة الطيبة، نتفادى ما يسيء إلى هذا المجتمع، ونلتقي دائماً على الألفة والمحبة، من اجل خيرنا جميعاً وخير طائفتنا ووطننا. قدرنا الله وإياكم دائماً الاجتماع على كلمة الحق وإحياء الروح الوطنية والتوحيدية في نفوس إخواننا وعائلاتنا انه سميع مجيب.
بيـروت في: 17/1/2009