المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢٨ آذار ٢٠٢٤ - 18 رمضان 1445
كلمة صاحب السماحة في المؤتمر الدرزي الخامس مدينة مونتريال – كيبك - ادمنتون - كندا من تاريخ 16 ولغاية 19 أيار 2008.

2008-05-17

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين    أيها الموحدون،      لقاؤكم هذا هو اللقاء الأول، المفترض بيننا وبينكم في كندا بعد عام ونصف تقريبا،ً على انطلاقة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، نتيجة جهود حثيثة للقائد الوطني الكبير الأستاذ وليد بك جنبلاط، لكن الظروف لم تسمح للجنة الاغتراب بتلبية دعوتكم.      لقد كانت الأيام القليلة الماضية، أياماً عصيبةً ولكن الحمد لله انقضت بفضل نعمة الإيمان، وحكمة القيادة وتضافرها، وصفاء النيات، وشجاعة الشباب، ومن خلال حُرُم الطائفة لا نقبل أن نتعدى على أحد أو أن يتعدى علينا أحد.      صحيح أن في لبنان طوائف متعددة، لكن التاريخ يؤكد أنه كلما تضامنت فئاته لصالح وحدته، تبدى جوهره في الشرق، وكلما لاحت في الأفق غيوم التفرقة، عصفت به رياح الاقتتال السوداء، وكلنا جميعاً نحفظ في ذاكرتنا، ما حصدت تلك الرياح من خيرة شبابنا وجنى أعمارنا.      والتاريخ يؤكد أيضا أنَّ لبني معروف تاريخاً مشرفاً في تطبعهم الأصيل للعادات الشريفة والتقاليد العريقة، ومعظم رجالهم على مرِّ التاريخِ كانوا بحجمِ أمَّتهم وليس طائفتهم، يعني ذلك أننا مع أمَّتنا كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً، نسعى على طريق الكرامة إلى وطن الطمأنينة، والعيش المشترك، والسلم الأهلي، والمحبة والاخاء، لكن للأسف لا يُقرَأ تاريخ الموحدين جيداً.      نقدر عالياً الشعور التضامني الذي أبداه معظم أبنائنا في الاغتراب تجاه أهلهم في لبنان، وهذا ما تعودنا عليه من الغيرة والنخوة فيما يتعلق بحفظ الأخوان بمعاضدتهم ومساعدتهم في السراء والضراء.      لقد وصلنا كتاب من أبنائنا في الجمعية الدرزية في ادمنتون عن تشكيل لجنة للمتابعة والاستنكار بشأن الأحداث التي تعرضت لها طائفة الموحدين في لبنان والبدء بحملة تبرع ترسل عبر مشيخة العقل والمجلس المذهبي.      أوجه الشكر والتقدير لهم رئيساً وأعضاء ومشاركين ومتبرعين وآمل أن يقوم مندوبو مشيخة العقل والجمعيات الدرزية في كل المغتربات بمواقف مماثلة.      فانتم ونحن نعلم ان المهاجر يقاسي الكثير الكثير من أجل تامين مستقبله والحياة الكريمة لعائلته وأبنائه، لكن من الواجب علينا جميعاً ان ندرس الأسس الصحيحة للصمود والبقاء في لبنان وبلاد الاغتراب.      من جهة الوطن فان حالات الحرب المتواصلة على عاتقنا أرهقت أبناءنا والتبرع المالي من قبل الميسورين يشكل ينابيع دعم للبقاء والصمود، وسيعمل المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز على اعتماد الطرق الحديثة والدقيقة في القيود المالية والمحاسبية ان شاء الله.      أما من ناحية الاغتراب فإننا على استعداد للتعاون بكل ما ترونه مناسباً وخاصةً على الصعيد الروحي.    أيها الأحبـاء،      علموا أولادكم وأحفادكم اللغة العربية وان من أهم الواجبات جمع الشمل وحفظ الإخوان واعملوا على رفع شان طائفتنا التوحيدية الكريمة في بلاد الاغتراب، وكونوا أوفياء للأرض التي تعيشون عليها، كما انتم أوفياء لوطنكم، ويفرحني كثيراً ان لا ننسى المحافظة على تراثنا المعهود فيما يتعلق بالصدق والأمانة والوفاء، وصيانة أبنائنا من السهو عن التقاليد الشريفة التي سار عليها الأجداد لتبقى رايتنا مرفوعة في لبنان وبلاد الاغتراب، ويبقى كياننا رمزاُ من رموز الصمود والبقاء.      لن أطيل، تحياتي لكم جميعاً وتمنياتي بالصحة والسلام والعودة بأمان وعلى أمل اللقاء اردد قول الشاعر:           تمضي الحياة كانها سهم علا      فوق الثرى ليحطّ بعد ثـوانِ          الحق يقضي ان نطيع أوامرا        رسمت لنا من سالف الأزمان والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته بيروت في:17/5/2008