المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 10 شوال 1445
كلمة بمناسبة القمة الروحية لدعم فلسطين التي عُقدت في دار الطائفة الدرزية في بيروت بتاريخ 2008/3/7

2008-03-07

كلمة بمناسبة القمة الروحية لدعم فلسطين التي عُقدت في دار الطائفة الدرزية في بيروت بتاريخ 7/3/2008 "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين"      أهلاً وسهلاً بكم في داركم، دار طائفة الموحدين الدروز.      فرضٌ وواجب علينا أن نكون موَحَدين متعاونين متعاضدين على الثوابت الوطنية الكبرى في مواجهة التحديات الجمّة التي يتخبط بها الوطن والأمة.      لا بد لنا ان نكون متآزرين مؤكدين على الوحدة والتضامن والتقارب ونبذ التفرقة والخلافات والانقسامات المغرضة البغيضة، وإلاّ فالمصير قاتم والوطن ينهار والعاقبة وخيمة.      نلتقي اليوم مع هذه الكوكبة من العلماء ورجال الدين الأجلاء متضامنين مع إخوانٍ لنا وأهلٍ في فلسطين الجريحة الرازحة تحتَ وطأة المعتدي المحتل. مُعـبِّرينَ عن إيمانـنا بالحقّ الذي لن تقدرَ على طمسِه كلُّ أسلحة الدمـار الإسرائيلـيّة، وعن ثقـتنا بأرجحـيَّة العدالـة التي لن تقدرَ على تلويـثها كلُّ أباطـيل العدوان والمظالـم الوحشيَّة، وعن مشاركتـنا الشعبَ الصامد آلامَـهُ ومعانـاتَه وغضـبَه المحق بوجـه الهجمـة الشّرسة الهـادفة إلى كسر إرادة الشعبِ الفلسطينيّ وحقوقه الوطنية المشروعة في تقـرير المصير وقيام دولة قوية قادرة تتيح لهم العيش بسلام.      وعلينا أن نسألَ بصوتٍ صـارخٍ الى أروقـة الأمَـم: إلامَ أدّى الاستخدامُ المُـفرط للقـوَّة الغاشـمة في وجـه إرادة الشعوب الصـامدة بلحـمها الحيّ وإرادتـِها الصُلـبة؟ ألـم يؤدِّي ذلك إلى تكريس الحـقّ بوجـود الدولـة الفلسطيـنيّة وحقّ شعبـها بالسيادة والحرِّيـّة، بعدَ أن تواطـأ الغاصـبون طيـلة عقود على نكران هذه الحقيـقة، بل على نفي وجود عناصـرها؟      وعلينا أن نسألَ أيضا إنّ حُـجّةَ المحرقـة ولّـدت الكيـان، فبـأيّ حقّ يريـدونَ ارتكـاب محـرقةٍ بحقّ شعبٍ آخـر للقضـاء على كيـانه؟!      ألـن يـؤدِّي هذا التسليم بالاستخـدام المُفـرِط للقـوّة الغاشـمة لسحقِ حـرِّيـّة المظلـومين إلى انحلال معنى القِـيَم التي تقـوم على أساسها المنظّمات الدولـيّة- التي يتوجّب أن تكون بمثابة القلب الفاعـل لضمير المجتمع الدولي- وإنـّه بإضعاف معنـى قِـيَم الحـقّ والعـدالـة والحـرَّيـّة تصبحُ تلك المنظّمـات صدًى خـاويًا، فتـتكرّسُ بهذا شرعيّة "الإرهـاب"؟      في هذا اللقاء اليوم في دار طائفة الموحدين الدروز التي ناضلت وتناضل في سبيل كيان الأمة العربية وإحقاق الوحدة الإسلامية، نتوجه بنداء صادق إلى جميع الإخوة في فلسطين لتوحيد الموقف وإنتاج التوافق الشامل حول الثوابت والمرتكزات الوطنية لإقامة دولة فلسطينية وطنية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.      نسأله تعالى ان يلهم جميع الأطراف في هذا الوطن الغالي لبنان إلى تجاوز النزاعات والخلافات واختيار التعايش السلمي المؤدي إلى الاستقرار والوفاق. والسلام على من أحبّ السلام وسعى إليه جاهداً والحمد لله ربّ الأنام. بيروت في:7/3/2008.