المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
كلمة بمناسبة حلول رمضان الكريم 2007.

2007-09-11

تبارك الذي بيده المُلْكُ وهو على كل شيء قدير الذي خَلَقَ الموتَ والحياة لِيبْلُوِكُم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور    إنه لقاؤنا الأول في شهر رمضان المبارك، وهو خير مناسبة لذكر الله وقبول أوامره، للتأمل بالذات ومحاسبة النفس والارتقاء بالعمل الاجتماعي لما فيه خير كل إنسان.    أيها الموحدون،      نلتقي في هذا الشهر المبارك بعد أن طال الغياب، وأبت دعايات وأقوال خارجَ لبنان وداخلَه، إلاّ أن تنحرف عن جادة الاتزان، فزلِقت إلى غمز ولمز، من أهدافها محاولة النيل من عروبة بني معروف وإسلامهم ووطنيتهم، وأرى من واجبي أن أذكّر أصحاب هذه الدعايات أن مذهبنا التوحيدي يقوم على مبدأ وحدانية الخالق عز وجل لقوله تعالى: "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد"، ولقوله تعالى أيضاً "ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً والحمد لله وحده لا شريك له وصلاته على رسوله صلى الله عليه وسلم"،نحمده على منٌته علينا بكتابه الكريم الذي فصل بين الحق والباطل، ودلٌنا على الحلال والحرام، ونؤمن بجميع الرسل والأنبياء وما أنزل عليهم لقوله تعالى في كتابه العزيز:      "قولو آمنَّا بالله وما أٌنزِل إلينا وما أنزل إلى إبراهيمَ واسمعيلَ واسحقَ ويعقوبَ والاسباطِ وما أوتىَ موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نُفرق بين أحد منهم ونحن له مُسلِمون صدق الله العظيم".      ولا بد من أن أذكر أبناءنا الكرام الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الأئمة وانبه من يحاول قياس العلم على هواه ويبتدع ولا يتبع.      أقول ان مذهبنا التوحيدي براء من كل ما ينشر ويتنافى مع ما أنزل في القرآن الكريم وأقر في الشرع الحنيف ولا يعبر إلاّ عن رأي صاحبه.    أيها الموحدون،      نحن في مشيخة العقل والحمد الله نرتكز على أسس توحيدية متينة ونأمل أن نقتدي بفضائل هذا الشهر المبارك في جميع أيام السنة وسننظر بعين الإكبار والتقدير إلى عموم أبنائنا من خلال المبادرات التالية:    - أولئك الذين يسقطون في ساحة الشرف والجهاد شهداء دفاعاً عن الأرض والكرامة والوطن.    - أولئك الذين يبذلون مالهم مساعدة للمؤسسات الخيرية والفقراء والمعوزين عملاً بفريضة الزكاة وحفظ الأخوان.    - أولئك الذين يتحلون بآداب الدين قبل الدين وشجاعة قول الحق وحفظ الأمانة.    - أولئك الذين يتعاونون من أجل إزالة التخاصم (والسعي إلى التآلف والتحابب) بين كل فرقاء الوطن.    - أولئك الذين يتمسكون بأصالة قيمنا وفضائلنا وآدابنا الأثيلة العروفة عبر التاريخ لاسيما النساء اللواتي يجب ان يكن قدوة لتنشئة أبنائنا على حب الفضيلة والمعرفة.    أيها الموحدون،      في هذا الشهر المبارك نقول لكم أن الصيام فريضة وان الله سبحانه وتعالى جعل الصوم مضماراً لعباده ليستبقوا إلى طاعته ويجب أن يكون الصوم لله وحده، وهو الذي يجَزي عليه، وما عبارة صوموا تصحوا سوى قاعدة أساسية لنظام طبيعي يرفع الإنسان عالياً نحو الارتقاء الروحي والصحة البدنية.      ويعلم الموحدون ان الصوم غير مقتصر على الكف عن الطعام في أوقاتٍ معلومة، وإنما هو أيضاً صومُ الجوارح عن المعاصي، وصوم العبادة عن الآفات، والقلب عن خبث النوايا، والفكر عن الزلل والبدعة، وهذه مسالك ترفعُ شأن الإنسان في هذه الرحلة الرمضانية التي نأملها لأبنائنا ان تُثمر الثمر الطٌيب والغاية المثلى.      وإذا أفطر الإنسان بعذر فعليه أن يراعي شعور غيره من الصائمين.    أيها اللبنانيون،      إننا في هذا الشهر المبارك ومع شكرنا لما أعلنه معالي وزير المهجرين فإننا نؤكد مطلبنا في سرعة إنجاز ملف العودة في جبلنا لتكتملَ المصالحة في تعزيز العيش المشترك وطي صفحة الجراح التي نأمل أن تكون الأخيرة بين أبناء وحْدّت بينهم طبيعة الأرز والسنديان.      ونأمل ان يجتمع اللبنانيون في إنجاز اسستحقاق رئاسي يكون خيراً للوطن في تعزيز الدولة ومؤسساتها وإنجاز ما تبقى من اتفاق الطائف وحذار حذار من محاولة نسيان الدور التاريخي لطائفتنا الكريمة التي لها أدوار وأدوار في هذا الوطن العزيز.      دعاؤنا ونحن على عتبة ولوج الشهر الفضيل ان ينصر أمتنا ويجمع شـملها ويوحّد كلمتها. وأن يمن على لبناننا العزيز وآهله بالخير والسلام لتكون تهنئةً مباركةً من المولى جلّ جلاله إنه هو الكريم العزيز. بيروت في:11/9/2007