المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ٢٣ نيسان ٢٠٢٤ - 14 شوال 1445
كلمة صاحب السماحة بمناسبة القمة الروحية الأولى بتاريخ 28-11-2006

2006-11-28

     عقدت القمة الروحية الإسلامية اجتماعها في دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت بحضور سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سماحة الشيخ نعيم حسن. كما حضر اللقاء أعضاء من الأمانة العامة الدائمة للقمة الروحية الإسلامية. وبعد التداول في الأوضاع الوطنية العامة، وفي الأوضاع الإسلامية الخاصة قرّر أصحاب السماحة ما يأتي: أولاً: إعادة تفعيل القمة الروحية الإسلامية وتنظيم اجتماعاتها الدورية بما يمكّنها من اداء واجباتها الروحية والوطنية تعزيزاً لوحدة الوطن اللبناني وتوطيداً لأواصر الاخوّة بين جميع عائلاته الروحية ثانياً: التأكيد على الوحدة الإسلامية باعتبار انها، كالوحدة المسيحية، تشكل ركناً اساسياً من أركان الوحدة الوطنية، والعمل على قطع الطريق امام أي محاولة لإضفاء الطابع الطائفي او المذهبي على أي اختلاف في وجهات النظر بين القوى والفعاليات السياسية. ثالثاً: التمسك باهداب الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وبرسالة لبنان في العيش المشترك، والتأكيد على هذه الثوابت الوطنية في التربية والثقافية والممارسة اليومية، وكذلك التمسك بشرعية الدولة الواحدة الموحدة وبميثاق الوفاق الوطني الذي أقرّ في الطائف والعمل على تنفيذ بنوده كاملةً نصاً وروحاً على قاعدة التوافق التي ارتضاها اللبنانيون. رابعاً: احترام الحريات العامة وفي مقدمها حرية العقيدة والرأي، واحترام مبدأ التعدد والتنوع في المجتمع اللبناني الواحد، تكريساً للأيمان بأن لبنان هو وطن نهائي لكل أبنائه ولكل عائلاته الروحية، يتساوون فيه امام القانون في الحقوق والواجبات. خامساً: رفض أي تدخل خارجي من أي جهة في الشؤون اللبنانية الداخلية تأكيداً للسيادة والاستقلال والقرار الوطني الحر. سادساً: استنكار الجريمة النكراء التي أودت بحياة الوزير والنائب الراحل الشيخ بيار أمين الجميل وإدانة هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مماثلة وخاصة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفق الحريري، والدعوة الى كشف الجناة ومحاكمتهم امام المحكمة ذات الطابع الدولي والتي هي محل إجماع اللبنانيين جميعاً، لقطع دابر الفتنة ووضع حد لهذا المسلسل من الأعمال الإجرامية المدانة. سابعاً: الإعراب عن التقدير الكبير للمقاومة اللبنانية وللجيش اللبناني ولتضحياتهما في مواجهة العدوان الإسرائيلي. والإشادة بصمود الشعب اللبناني وتضامنه في وجه العدوان. ثامناً: التحذير من الانقسامات التي تشكل ثغرات في جدار الوحدة الوطنية والتي يتسلل عبرها المغرضون من أعداء لبنان، بهدف تشويه رسالته الحضارية ومحاولة طعن وحدة أبنائه، وتعطيل مسيرته نحو التقدم والازدهار. تاسعاً: دعوة الدولة بمؤسساتها الدستورية كافة وهيئات المجتمع المدني وخاصة الهيئات الصناعية والتجارية والزراعية والمالية إعطاء الأولوية للقضايا المعيشية المتدهورة، بما يؤدي إلى وضع حد للهجرة التي بلغت حد الاستنزاف في المجتمع اللبناني، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. والعمل معاً على إعادة الإعمار وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على لبنان. عاشراً: مناشدة اللبنانيين قيادات وهيئات ومؤسسات وأفراداً، الترفع عن الحزازات والضغائن، ومعالجة القضايا الخلافية بالسماحة والإيثار وليس بالعصبية والأثرة، وتعزيز ثقتهم جميعاً بالله والوطن وبأنفسهم. حادي عشر:مناشدة الشعب العراقي الشقيق بكل فئاته ومناطقه، الالتزام بتعاليم الدين الحنيف الذي يحرّم سفك الدماء ويحضّ المسلمين على الوحدة وعلى التمسك بحبل الله المتين؛ والتحذير من الفتن التي لا تخدم سوى العدو والاحتلال. ثاني عشر: دعوة الشعب الفلسطيني الشقيق إلى نبذ الخلافات وتجنّب الانقسامات والوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين جميعاً بشراً وحجراً. ثالث عشر: الإعراب عن الشكر والتقدير لجميع الدول الشقيقة والصديقة وللمؤسسات والهيئات العربية والإسلامية والدولية التي تتعاون مع لبنان وتشدّ أزره لإعادة بناء اقتصاده ومساعدته على التغلّب على الصعوبات التي يواجهها من جراء العدوان الإسرائيلي الذي تعرّض له. ان أصحاب السماحة اذ يبدون قلقهم الشديد من حالة التوتر السياسي التي تخيّم على البلاد في الوقت الحاضر، وإذ يعربون عن مخاوفهم من انعكاساتها السلبية والخطيرة على الأوضاع العامة، يهيبون بالقيادات السياسية اعتماد لغة الحوار كمدخل وحيد للخرج من الوضع المتأزم الذي تمر به البلاد. وهم إذ يؤكدون ثقتهم بحكمة هذه القيادات، وبوعي المواطنين عامة من كم الطوائف والمذاهب، يبتهلون إلى الله العليّ القدير ان يجنّب لبنان كل سوء، وان يحفظ هذا الوطن وأبناءه جميعاً ليبقى واحة أمان وسلام ومنارة حرية واستقرار. ويذكّر أصحاب السماحة المسلمين جميعاً بقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقواً. بيروت 28/11/2006