المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢٨ آذار ٢٠٢٤ - 18 رمضان 1445
وجه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن كلمة بمناسبة عودة الأسرى المحررين ورفاة الشهداء بتاريخ 17-7-2008

2008-07-17

بمناسبة عودة الأسرى المحررين ورفات الشهداء وجّه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الكلمة التالية: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين"     تستقبل عبيه اليوم خاصة والشحار عامةً كما استقبل لبنان بالأمس عميد الأسرى المناضل سمير القنطار.    سمير القنطار لم يكن يوماً أسيرَ سجّانه، وإنما كان رمزا للإباء والعزة والحرية خارج كل القضبان.   منذ البداية حدّد سمير القنطار وجهة السلاح: عندما اعتُقل هذا المناضل الصلب كان في السادسة عشرة من عمره، وكان لبنان ساحة صراع مفتوحة. حمل سمير روحه ليسكبها نقيةً فوق أرض فلسطين وليس في المكان الخطأ. كان على قاب قوسين من الشهادة، لكن الله سبحانه وتعالى أراد به أن يكون طيلة ثلاثين عاما أمثولة لنا جميعًا. أمثولة تضحية وصمود وإرادة وثبات. تشرّب هذا المعروفي من بيئته العروبية المجاهدة معنى أن يكون المرءُ فديةً لأمته. أنِفت نفسُه الفتن الداخلية، وبقوة الرجال حمل سلاحه ومضى ليسطِّرَ آيةً خالدة في صفحات البطولة. كما ليسطر لاحقا من سجنه ملحمةَ أن يكون المرءُ حرّا أبيا واقفا متشبثا بالمبادئ، مؤمنا بشعبه، وراسخا في خياره النضالي.    يطل سمير القنطار اليوم مع رفاقه والوطن والحمدلله على طريق إعادة الوحدة واللحمة الوطنيتين، في مناسبة تجمعنا في الفسحة التي فيها يكون لبنان موحداً حراًُ صامداً ورسالة سامية للإنسانية جمعاء.   ان عودته إلى ربوع الوطن إلى عائلته الكبيرة، إلى أرضه الطيبة يجب ان تغذي تاريخنا بأسمى معنى يمكن ان تبنى به الأوطان وهو الحرية، وان تشكل مناسبة وطنية نتطلع فيها إلى دعم الدولة والعهد بقيادة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان وحكومة التوافق برئاسة دولة الرئيس فؤاد السنيورة، والتأكيد على دور دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لحفظ لبناننا العزيز وحمايته وصونه من كل مخاطر التفرقة والتشتت.   أما بالنسبة للشهداء وعودة الجثامين  فأنني اردد مع الشاعر:            خير المطالع تسليم على الشهداء                                                أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا.    وبالنسبة لفلسطين نتساءل متى تقوم الأمم المتحدة بتنفيذ التزاماتها وواجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المناضل. والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته. عبيه في 17/7/2008.