المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ - 16 شوال 1445
زيارة نقيب المحررين الاستاذ ملحم كرم لسماحة شيخ العقل في دار الطائفة الدرزية في بيروت. 2/10/2007

2007-10-02

بيروت في:2/10/2007 زيارة نقيب المحررين الاستاذ ملحم كرملسماحة شيخ العقل في دار الطائفة الدرزية في بيروت    استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن قبل ظهر اليوم في دار الطائفة- فردان، نقيب المحررين الاستاذ ملحم كرم على رأس وفد من أعضاء مجلس النقابة والمستشارين، وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان وسبل الخروج من الازمة التي يعانيها اللبنانيون. استهل النقيب كرم اللقاء بكلمة جاء فيها: "إخواني وأنا اليوم في رحاب أهلنا بني معروف، الموحدين الدروز، أي في النادي الذي يعمل بالتلاقي مع كل الخيرين من اجل عزة لبنان. وبكلام أوضح من هذا النادي، بتعاون الخيرين مرة بعد، نأمل أن تنطلق كلمة التوحيد الوطني، خصوصا في المرحلة التي نعيش، وعلى الاخص أن تطلعا عارما يتعاظم في لبنان من اجل انتخاب رئيس للبلاد يوحد الوطن ويعيد بناء الدولة، بهذه الذهنية جئنا اليك نسألك الكلام الموجه الجامع، محيين الدار الكريمة والقيمين عليها".   ورد الشيخ حسن بكلمة شكر فيها النقيب كرم على عاطفته ورحب بأعضاء مجلس النقابة والمستشارين، وقال: "الصحافة اللبنانية لها تاريخ وقدمت الكثيرين من الشهداء على مذبح الوطن، وأتمنى لكم العمر الطويل والتوفيق للاستمرار برسالتكم النبيلة، ليس فقط من أجل الحرية الصحافية، بل من أجل حرية الوطن".   أضاف: "نحن أمضينا عمرا في القضاء، والحمد لله يقال إن القضاة ثلاثة، واحد في الجنة، واثنان في النار، وقد عملنا بعونه تعالى لكي نكون من قضاة الجنة، والقاضي في الجنة يجب ان يقول الحق كما تكرم وقال الاستاذ ملحم كرم، ولا يخاف قول الحق، ولكن السياسة تتطلب أمورا سياسية. نحن ننطلق من المواقف الوطنية. ماذا يطلب منا الوطن ليقوم؟ العنوان واضح والجواب واضح، وما يدور في السياسة الآن، نراه هروبا من قول الحق، اننا ندعو ونتوسل الى الله تعالى، ان يلهم لبنان وأهلنا في الوطن ليعودوا الى ضميرهم، الى الحكمة والتعقل، الى كلمة "يا خيي"، الى الانسان، الى الربط الحقيقي بين الله سبحانه والانسان، الله في قمة الحق، الله سبحانه وتعالى خلق الانسان أشرف المخلوقات وسخر له جميع الموجودات، وماذا طلب منه غير أن يحمد الله تعالى؟ لقد قسم الارض للناس، نطلب من الله أن يلهم الجميع الصواب والحكمة والتعقل، ومسؤوليتنا هي لخدمة طائفتنا ووطننا. ووجدنا أن علينا ثلاثة أمور يجب الاهتمام بها: أولا: أن نوجه أبناءنا في منازلنا على التنشئة الصحيحة الوطنية والاخلاقية، وعلينا الاهتمام بطائفتنا وأبنائها عموما، وأن نهتم ببيتنا الكبير الذي هو الوطن. لقد عقدنا في هذه الدار قمة إسلامية وكنا نأمل ان نتابع، الشيخ عبد الامير قبلان الذي كان حاضرا مع الشيخ محمد رشيد قباني، وفي هذه الدار واثناء الاجتماع قال: "ان شاء الله سنعقد قمة روحية اسلامية-مسيحية في الحازمية، في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى". ثم زرنا بيروت يوم الثلثاء الاسود، وعندما وصلنا الى دار الافتاء للقاء (مفتي الجمهورية) الشيخ محمد رشيد قباني، أطلقنا صرخة الوطن ورأينا من الواجب أن نتابع زيارتنا. وزرنا سماحة (نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى) الشيخ عبد الامير قبلان وغبطة البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس) صفير، وأطلقنا من الصرح البطريركي الثورة البيضاء للجامعيين والمثقفين والطلاب لإنقاذ الوطن، ودعونا الى القمة المسيحية-الاسلامية لكنها لم تعقد، ليس بسبب تأخير ما، ولكن أردنا ان تكون هناك نتيجة، أي أردنا أن تكون إما مباركة لحل وإما قمة من أجل حل. واليوم هناك استحقاق رئاسي وهناك أمل في إنقاذ الوطن. إن موقع رئاسة الجمهورية لجميع اللبنانيين، وهو رأس السلطات الدستورية، لا أريد أن أتدخل كثيرا في السياسة، ولكن كيف لا يوقع رئيس للجمهورية مرسوما لمواطن لبناني عادي؟ هل يحصل هذا في دولة في العالم؟ الرئيس لا يوقع مرسوما لموظف؟ أنا أدعو إلى المنطق، وإلى أن يحكم الانسان ضميره وعقله ويمد يده لأخيه لإنقاذ لبنان. نحن كطائفة درزية، الجميع يعرف أنه يهمنا الوطنية والوطن والكرامة والديموقراطية والحرية، نحن لا نحمل إلا المحبة والاخاء، وطبيعة الارز والسنديان هي طبيعتنا. هل يعقل أن يذكر رئيس الجمهورية بحرب الجبل؟ البطريرك صفير والرئيس الياس الهراوي زارا الجبل وتمت المصالحة، فهل يجوز ان نبقى نذكر بالصفحة السوداء التي عاشها اللبنانيون؟ فلفتح صفحة بيضاء، والشجاعة تكون بالاقدام والمسامحة". وردا على سؤال حول المساعي التوافقية قال الشيخ حسن: "نتمنى أن تنجح هذه المساعي". وسئل عن هواجس المسيحيين في وطنهم، فقال: "الدروز لديهم هاجس ويريدون الاطمئنان، وغيرنا لديه الهواجس نفسها، هل هناك غير الدولة لحفظ أمن المواطن؟ الدولة القوية العادلة القادرة تحفظ لنا وطننا، ونحن نلتقي معها في التربية والتنشئة، الوطن يجمعنا كما الله، ما هي فضائل الانسان؟ الحدود التي رسمها الله سبحانه وتعالى في قلوب البشر بكل الاديان، ما هي؟ أليست الفضائل والخير؟"وردا على سؤال عن مواقف النائب وليد جنبلاط قال الشيخ حسن: "وليد بك، ليت الجميع يعرفونه على حقيقته ومن دون تعصب، لديه رؤية بعيدة، قلبه على الوطن وعلى الشعب وعلى أهله، لذلك لم أسأل وليد بك لماذا ادلى بهذا الموقف او ذاك". أضاف: "في لقاء لغبطة البطريرك صفير مع نقابة المحررين، قال نحن لا نتدخل في السياسة، ونحن نقول الشي نفسه، ولكن اذا طلب منا التدخل في أي قضية فنحن حاضرون. غبطة البطريرك لحام زارنا في هذه الدار وقال لنا هل تريدون ان نتظاهر في الشارع؟" وتابع: "الاتصالات ليست مقطوعة بين الرؤساء الروحيين، ولكن لا نريد عقد قمة روحية والاوضاع في وسط بيروت تبقى كما هي اليوم". وعن الخلافات الدرزية أجاب الشيخ حسن: "هذه تبحث ضمن البيت الواحد، وان اختلاف الآراء يعتبر ديموقراطية". وفي نهاية اللقاء، جدد الشيخ حسن دعوة القادة الروحيين الى عقد قمة روحية في دار الطائفة الدرزية او في بكركي او في دار الافتاء او في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. النقيب كرم: بعد اللقاء قال النقيب كرم: "تشرفنا اخواني اعضاء مجلس النقابة والمستشارون بلقاء سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن وبحثنا معه في شؤون الساعة في سياق جولة قمنا بها على المقامات الروحية. وقال سماحته انه يدعو الى قمة روحية في دار الطائفة التي هي مفتوحة للجميع، وليس هناك عراقيل بوجه القمة الروحية، بل هناك تشاور يجب ان تسبقها، وبعد ذلك تصبح سالكة وفاعلة. وقال: نحن نؤمن بالديموقراطية وما يقال عن مسحة التفاؤل صحيح، ونأمل أن ينتخب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، وإننا ننظر الى 23 تشرين الاول بعين باسمة وأمل كبير. وأضاف سماحته أن غبطة البطريرك صفير قال إنه لا يتعاطى الشأن السياسي، وكذلك نحن، الا ان هناك شأنا وطنيا محتوما علينا جميعا ان نكون أفرقاء فيه. ودعا سماحته اللبنانيين الى تحكيم الضمير في كل تصرفاتهم المسؤولة والى مد اليد للآخر. وقال ان الموحدين الدروز يشددون على الوطن الديموقراطي والحر، ونحن لا نحمل إلا المحبة والاخاء للجميع. وردا على سؤال عن أوضاع الطائفة الدرزية قال سماحته: إن اوضاع طائفتنا تبحث داخل البيت الواحد، واذا كان ثمة اختلاف في الآراء فهو في اطار الديموقراطية الرحبة. وحول هواجس المسيحيين في وطنهم قال سماحته: الدروز أيضا لهم هواجس، وهذه كلها يجب ان تزول بقيام دولة قوية وعادلة، والوطن لنا جميعا. وأكد سماحته أن الصحافة لها تاريخ وشهداء ودور وطني هو جمع اللبنانيين، بالاضافة إلى الحرية الاعلامية التي يدافعون عنها".